قتل الجيش الكاميروني 41 من عناصر "بوكو حرام"، باستخدام الطيران الحربي، في مواجهات بين الجانبين استمرّت 3 أيام، بمنطقة أقصى الشمال الكاميروني المحاذية لنيجيريا، معقل المجموعة المسلّحة، وذلك في سابقة تعدّ الأولى من نوعها، وفقا لمصدر كاميروني رسمي.

وقال وزير الاتصالات الكاميروني "عيسى تشيروما باكاري"، في بيان صحفي، إنّ "مجموعة تتألّف من حوالي ألف شخص هاجمت، صبيحة أمس الأحد، مخيم أشيغاشيا" الخاضع لحماية قوات الدفاع الكاميرونية، والتي اضطرّت للتراجع في محاولة لحماية مواقعها"، مضيفا أنه "بناء على تعليمات من رئيس الجمهورية، شاركت وحدات الطيران المقاتل في التصدّي للمجموعة المسلحة، وذلك لأول مرة منذ بداية هذا النزاع".

وتابع الوزير، والذي يشغل أيضا منصب المتحدث باسم الحكومة الكاميرونية، قائلا "إثر إطلاق مكثّف للنار من هذه الطائرات الحربية، فرّ المهاجمون من مخيّم أشيغاشيا، بعد أن خسروا الكثير من عناصرهم"، مشيرا إلى أنّ عمليات تأمين المناطق المعنية بالهجمات جارية، وسيتمّ الإبلاغ عن حصيلة المعارك بمجرّد الفراغ من هذه المهام".

وكانت مجموعات مسلّحة تابعة لـ "بوكو حرام" شنّت، نهاية الأسبوع الماضي (السبت والأحد)، هجمات متواترة على العديد من القرى الكاميرونية الواقعة في أقصى الشمال، على طول الشريط الحدودي مع نيجيريا، بينها "ماكاري" و"أمكيدي" و"ليماني" و"أشيغاشيا".

في المقابل، قالت مصادر أمنية للأناضول، إنّ حوالي 10 عناصر من الجيش الكاميروني مفقودة، و"يرجّح اختطافها من قبل بوكو حرام"، إضافة إلى استيلاء المجموعة المسلّحة على عدد من المركبات العسكرية الكاميرونية وعلى بعض الأسلحة.

وأضاف الوزير الكاميروني أنّ الجيش تمكّن، أمس الأول السبت، من صدّ هجوم آخر لـ "بوكو حرام"، وقتل 34 من عناصرها، ثمّ قتل 7 آخرين في عملية صدّ ثانية لهجوم آخر جدّ في اليوم نفسه.

وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف،وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.

وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها - رغم طابعها المتشدد - ضد ما تصفه بـ"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.