تبادل الموريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع بداية العام الجديد النكات والمزاح وهنأ بعضهم البعض بمناسبة عيد ميلاد أغلبيتهم في الوثائق المدنية الرسمية، حيث مازال الكثير منهم يعانون من مشكلة في بطاقات الهوية وتاريخ الميلاد بحيث يبدو وكأنها صدفة خارقة للعادة تسببت في توحيد تاريخ ميلاد جميع الموريتانيين يوم 31/12..../ ، منذ إحصاء للحالة المدنية قامت به وزارة الداخلية الموريتانية سنة 1998.

ورغم أن السلطات عمدت قبل سنتين إلى إنشاء وكالة لسجل السكان والوثائق المؤمنة  للتغلب على هذه المشكلة وإعادة ضبط الحالة المدنية، إلا أغلبية المواطنين الموريتانيين مازالت تواريخ ميلادهم موحدة. وهناك 22وزيرا في الحكومة الموريتانية الحالية من بينهم رئيس الوزراء، من أصل 28 وزيرا هم أعضاء الحكومة ، يحملون نفس تاريخ الميلاد وهو يوم 31/12، وذالك بحسب سيّرهم الذاتية المنشورة في موقع وكالة الأنباء الرسمية.

النظام الموريتاني في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع حيث حدثت هذه المشكلة في أواخر التسعينات الماضية لم يعطي تفسيرا معلنا لسببها لكن ما تم تسريبها في ذالك الوقت، هو أن السلطات التي أشرفت على إحصاء السكان ومنحهم بطاقات هوية جديدة غير قابلة للتزوير، واجهتها معضلة  أساسية وهي أن اغلب المواطنين لا يعرفون تواريخ ميلادهم باليوم والشهر .. مما جعلها تعمد إلى توحيد نفس التاريخ باستثناء نسبة قليلة حافظت على ضبط ميلادها باليوم والشهر..، وهذا ما يراه الصحفي الموريتاني محمد ولد عبد الرحمن الذي صرح لبوابة إفريقيا الاخبارية ، بقوله: " اعتقد أن سبب هذا الخلل هو عدم ضبط تاريخ الميلاد أصلا مما جعل الإدارة تعتبرهم من مواليد يوم وشهر واحد من السنة"

وحول ما يتعلق بالوزراء والشخصيات الشهيرة في المجتمع وانطباق الأمر عليهم، أضاف ولد محمد عبد الرحمن، قائلا:"هؤلاء لم يسجلوا تواريخ ولاداتهم بأنفسهم بل سجلها ذووهم في فترة الدراسة الأولى وكانت هناك فوضوية في الحالة المدنية وغلبة الطابع البدوي على المجتمع، وبالتالي فلم يحصل تميز لهم عن بقية المجتمع في هذه القضية."

لكن هناك من يشير إلى أن سبب هذه "المعضلة" يعود إلى أمور فنية بحتة أثناء إعداد الوثائق المدنية آو تقصير من السلطات المعنية فاختارت اقتصار الجهد وتوحيد تاريخ ميلاد كل أفراد الأمة في رقم واحد.

ومهما كانت طبيعة ما حصل قبل عقد من الزمن، فإن السلطات الموريتانية الحالية ومن اجل تخفيف وطأة هذه المشكلة التي لم يوليها الكثير من الموريتانيين أي اهتمام يذكر في وقتها، أصبحت تمنح الخيار من خلال وكالة السجل السكاني الجديدة، لمن يريد أن يغير تاريخ ميلاده عن التاريخ الذي كان يوحد ميلاد ما يقرب من 3 ملايين موريتاني ويجعهم قد أبصروا النور في نفس اليوم الواحد والثلاثين من ديسمبر.