قالت صحيفة Le Point  الفرنسية في تقرير لها اليوم الأحد أنّ المعارضة المسلحة إتحاد قوى المقاومة لم تخطّط لعملية غضب الصحراء التي أطلقها المشير حفتر في 20 يناير/كانون الثاني.

فبعد بنغازي وبرقة، يوشك الضابط على السيطرة على فزان، الصحراء الحدودية في جنوب مع السودان وتشاد.  الهدف: طرد المتمردين السودانيين من دارفور، حركة العدل والمساواة والإسلاميون، الذين ينخرطون، وفقه، في كل أنواع التهريب من ليبيا إلى السودان.

وأضافت الصحيفة أنّهم بالنسبة إلى حفتر فهم "مرتزقة مدفوعين من قبل إخوته الأعداء وميليشيات طرابلس ومصراتة، الذين لم يعودوا قادرين على السيطرة".

وتابع التقرير المعنون بـ"تشاد: كيف سقط المتمرود في الفخ؟" أنّه أما بالنسبة لإدريس ديبي، فإن التهديد المباشر يأتي من جنوب ليبيا ، ملجئ معارضيه. فمنذ فشل التمرد، وبفضل الدعم العسكري الفرنسي، لطرده من قصره قبل 11 سنة، انتقل المتمردون إلى فزان على الجانب الآخر من الحدود. ومنذ ذلك الوقت، فر قائدها، تيمان إرديمي، ابن أخ ديبي، إلى قطر، الذي كان طلب تشاد تسليمه دون جدوى.

وقال التقرير أنّه سواء كانت "ضربة متعمدة" أو نتيجة لهجوم حفتر، فقد وجد المتمردون التشاديون أنفسهم في غضون أيام قليلة بين نارين، نجامينا وباريس يتابعان الوضع عن قرب.

وقالت الصحيفة أنّ الجيش الوطني الليبي بدأ المعركة في الواحات ضد المتمردين في الجنوب من السودان، مضيفةً أنّه لم يهاجم المتمردين التشاديين، بشكل مباشر، لعدة أسابيع، من أجل تقليص حريتهم في المناورة. لكن في مارس 2018، تم بالفعل قصفهم من قبل القوات الجوية لحفتر، فاتهموه بأنه يعمل بـ"المناولة" لإدريس ديبي من أجل تدميرهم.

 ونقلت الصحيفة عن أحد معارضي الرئيس التشادي قوله "بعد السودانيين، سيكون دورهم.. لكنهم اتخذوا خيارًا آخر: العودة إلى تشاد على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها".

وتابع تقرير بالقول أنّ الرئيس التشادي قفز على هذه الفرصة الذهبية من أجل ضربة مزدوجة: القضاء على المعارضين واسترجاع مناجم الذهب في بوغودي كوري، وهو الموقع الذي يمتد على جانبي الحدود ولكن الماء، الضروري لعمال المناجم، هو على الجانب الليبي. الجنة في الصحراء حيث يتواجه بعنف المتمردين السودانيين والتشاديين.  في ديسمبر ويناير، إحتدم القتال، ما يضع هذا المجال خارج سيطرة السلطات في نجامينا.

وأضافت الصحيفة بالقول أنّه مع طائرة بدون طيار من الجيش الفرنسي رصدت بسرعة حوالي خمسين سيارة بيك-آب، حوالي 400 مقاتل ، قليلو التجهيز. وحيث لم يتمكن الجنود التشاديون من اللحاق بهم حيث أن جميع المترمدين يعرف المنطقة  وهي في متناول أيديهم، وبالتالي لا يمكن أن يتم إيقافهم من دون دعم من طائرات ميراج وكانت الحصيلة ثقيلة: 20 سيارة دمرت. أقل بكثير، وفقا للمتمردين. بينما قال رئاسة الأركان التشاديّة أنّ "الإرهابية قتلوا وقبض عليهم بالكامل". أما على الجانب الفرنسي فإنّ "هذا التدخل يستجيب لطلب رسمي للحصول على المساعدة من تشاد." تدخل تسبب في انتقادات شديدة من قبل المعارضة في نجامينا.

وقال التقرير أنّ المتمردين القادمين من ليبيا يبدوا أنّهم وقعوا في فخ بالهروب من ملاذاتهم.

لكن هل كان لديهم خيار؟ كم يمكنهم الهروب؟ يتساءل التقرير. مجيبًا أنّه قد يجد الناجون ملاذاً في إينديني، وهم ينحدرون من هناك، في محاولة لتشكيل تمرد جديد يصعب استئصاله من قبل القوات من نفس العشائر التي ينتمي إليها المتمردون.