قبل ساعات من «هجوم الخميس الأسود»، الذى استهدف مقرات أمنية وعسكرية وكمائن بمدن شمال سيناء الثلاث، نشر تنظيم «أنصار بيت المقدس» صوراً لتدريبات عناصره على أرض سيناء، ورغم أن الصور كشفت عن ارتفاع عدد مقاتليه، رغم حصار معظمهم فى قرى الشيخ زويد، ووجود عناصر على درجة عالية من التدريب، ترتدى ملابس «داعش»، فإن هذا لم يلفت انتباه الأمن، الذى تعامل مع الصور باعتبارها صوراً أرشيفية لثقته من حسمه للمعركة.

لم تكن صور «بيت المقدس» التحذير الوحيد الذى تم تجاهله، فقبل الهجوم الدامى تزايدت التحذيرات سواء من الأجهزة الاستخباراتية أو الأهالى، برصد مؤشرات على تسلل مقاتلين إلى شمال سيناء، لكن يبدو أن هذه التحذيرات لم تؤخذ على محمل الجد، بحسب تعليق مصادر أمنية. وأكد أهالى سيناء رصدهم عدداً كبيراً من المقاتلين الأجانب، بين عناصر «بيت المقدس»، خلال الأسبوعين الماضيين، وهو ما دفع «الوطن» للبحث عن طرق تسلل الإرهابيين، رغم الحصار الخانق الذى تفرضه قوات الجيش على المحافظة.

قبل نحو أسبوعين من الهجوم، رصد أهالى العريش وجود قارب بلا صاحب على شاطئ المدينة، وبداخله أطعمة، وأصبحت واقعة العثور على القارب حديث الشارع العرايشى، وحذر البعض من احتمال أن تكون مجموعة إرهابية تسللت إلى المدينة عبر القارب، إلا أن أحداً لم يهتم بتحذيرهم تحذيرهم.

وبعد هذه الواقعة بأيام، قال مصدر أمنى، إن الأجهزة الاستخباراتية رصدت معلومات، قبل نحو 10 أيام، تؤكد تسلل مجموعة مسلحة فلسطينية من قطاع غزة إلى رفح، عبر أنفاق، لم تكتشف بعد فى رفح، مشيرين إلى أن الأجهزة حذرت قوات الجيش والشرطة من هجوم إرهابى ضخم، على غرار هجوم «كرم القواديس»، الذى حدث بعد تسلل فلسطينيين لسيناء بنفس الطريقة.

وقال مواطنون من الشيخ زويد ورفح إنهم لاحظوا وجود مقاتلين غير مصريين، وعلى درجة عالية من التدريب، مؤكدين أن تركيبة المجموعات الإرهابية تغيرت بشكل كبير، خلال الأسبوعين الماضيين.

وأضاف أحد الأشخاص الذين احتجزهم إرهابيو «بيت المقدس»، قبل أن يطلقوا سراحه، بعد ثبوت عدم تعاونه مع الأمن: حقق معى أشخاص كثر بينهم من يتكلم اللهجة المصرية، وآخرون يتحدثون بلكنات عربية عراقية وسورية، وتابع: كان لديهم ملف كامل عنى، وكانوا يضربوننى ضرباً مبرحاً فى حال حاولت أن أكذب عليهم. وفجَّر أحد المقربين من الجماعات التكفيرية مفاجأة، مشيراً إلى أن أحد «المسلحين» قال له إن أعضاء «بيت المقدس» ينتظرون تحقق ما وعدهم به خليفة «داعش» أبوبكر البغدادى، بتغيير المعادلة الأمنية فى سيناء، مضيفاً أن «البغدادى» قال لهم، فى رسالة قبل أيام: «سوف تجدون ما يسركم فى الأيام القليلة القادمة».

وفى سياق متصل، قالت مصادر أمنية إن بعض القيادات الأمنية بشمال سيناء طالبت بتوسعة المنطقة العازلة برفح لتصل إلى 5 آلاف متر بدلاً من ألف متر فقط من الشريط الحدودى مع قطاع غزة، واعتبرت أن ذلك هو الحل الوحيد لوقف عمليات تسلل المسلحين ونقل السلاح، عبر الأنفاق، خاصةً أن هناك أنفاقاً تم اكتشافها خلال الفترة الأخيرة وصل طولها إلى 2000 متراً، مع التسريع بإنشاء القناة المائية لوقف أى محاولة لحفر أنفاق من غزة لداخل سيناء.

*الوطن المصرية