طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الأربعاء، مجلس الأمن بممارسة المزيد من الضغوط علي طرفي الصراع في جنوب السودان من أجل إجبارهما علي تجاوز خلافاتهما، وتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع بينهما في شهر أغسطس / آب الماضي.

فيما قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس في مؤتمر صحفي بالخرطوم، اليوم، إن لاجئين من جنوب السودان فروا إلى السودان بعد اندلاع صراع على السلطة في بلادهم، "في وضع يائس تماما"

وقال كي مون، في تقريره الذي ناقشه أعضاء مجلس الأمن والخاص بتنفيذ ولاية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، إنه "يتعين ممارسة مزيد من الضغوط علي طرفي الصراع في جنوب السودان، من أجل إجبارهما على تجاوز خلافاتهما، وتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية نصا وروحا".

وبينما لم يكشف التقرير نوعية الضغوط التي يدعو إليها كي مون، أكد الأخير اعتزامه تقديم مقترحات محددة  بشأن ولاية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، وذلك في تقريره الذي سيقدمه الي أعضاء المجلس في غضون الشهرين المقبلين.  

ودعا حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة إلى "احترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتعجيل بإبرام اتفاق سلام شامل" في البلاد.

ووقعت الأطراف المتنازعة بجنوب السودان في 24 أغسطس / آب الماضي، اتفاقًا جديدا برعاية "الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا" (إيغاد)، في محاولة لإنهاء الاقتتال المستمر في البلاد منذ منتصف شهر ديسمبر / كانون الأول 2013.

وينص الاتفاق علي وقف الأعمال العدائية بين قوات الرئيس  سيلفاكير مارديت ، وبين قوات المعارضة بقيادة نائبه المقال  ريك مشار.

في سياق متصل، أعرب كي مون في تقريره، الذي اطلعت عليه وكالة الأناضول، عن "القلق العميق من الظروف المعيشية لمئات الآلاف من أهالي جنوب السودان المشردين، وكذلك من حالة العف والمعاناة التي يعيش فيها الملايين ممن لزموا مجتمعاتهم المحلية".

وأضاف: "لقد وصل عدد الأشخاص الذين نزحزا من ديارهم داخل البلد بسبب العنف والخوف إلى 1.3 مليون شخص، وعدد الذين فروا عبر الحدود إلى 450 ألف شخص تقريبا، ويعاني 3.5 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي بدرجات ترقي إلى مستوى الأزمات وحالات الطوارئ".

ومضي قائلا: "يقع وزر المعاناة التي يعيش فيها شعب جنوب السودان على القادة السياسيين، الذين يتعين عليهم أن يتعاونوا مع بعثة الأمم المتحدة وجهات المساعدة الدولية بشكل كامل، وأن يسهلوا وصولها إلى أماكن عملها".

في سياق متصل، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، اليوم الاربعاء، إن لاجئين من جنوب السودان فروا إلى السودان بعد اندلاع صراع على السلطة في بلادهم، "في وضع يائس تماما".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده غوتيرس والمبعوث الإنساني للأمين العام للأمم المتحدة، عبد الله معتوق، بالخرطوم، في ختام زيارتهما الى السودان، التي استغرقت يومين.

وأوضح غوتيريس خلال المؤتمر الذي تابعه مراسل "الأناضول" أن اللاجئين الجنوبيين بالسودان "في وضع بائس تماما، لقد فقدوا منازلهم ومصادر رزقهم وذويهم".

وأضاف غوتيرس: "نحن ممتنون للغاية لحكومة وشعب السودان على استضافتهم للاجئين الجنوبيين وتقديم الدعم اللازم لهم.. نحن بحاجة إلى استمرار هذه الجهود".

وناشد المانحين "تقديم المزيد من الدعم المالي لضمان توفر وسائل الاستجابة للتدفق المستمر للاجئين من جنوب السودان".

ومضى قائلا: "لابد من التخطيط الكافي لمواجهة زيادة تدفق اللاجئين عبر تخصيص أراض إضافية لاستضافتهم".

والتقى غوتيرس والمعتوق في وقت سابق اليوم، بالرئيس السوداني، عمر البشير، وعدد من المسؤولين الحكوميين.

وزار المسؤولان أمس الثلاثاء، معسكرات لاجئين من جنوب السودان، في ولاية النيل الأبيض، وسط السودان، في إطار جولة تفقدية للاطلاع على أوضاعهم.

يذكر أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في السودان أعلن في يوليو/ تموز الماضي، أن عدد اللاجئين الجنوب سودانيين الفارين من صراع دموي على السلطة في بلادهم، إلى السودان، بلغ أكثر من 100 ألف شخص.