افادت مصادرمن داخل جلسات مجلس النواب الليبي الجديد ان المشاورات التي سبقت آداء القسم الدستوري امس كانت بين عدد من الأعضاء بشأن ((تقاسم المناصب في رئاسة المجلس بطريقة المحاصصة بين الشرق والغرب والجنوب)) .
وابدى المصدر، الذي ابلغنا بدلك ولم يشأ التعريف باسمه، ((الأسف الشديد ان يكون بين النواب في القرن الواحد والعشرين من يتقهقر الى العصور الغابرة ويتغاضى عن الاساليب العصرية التي تعطى الكفاءة والوطنية الاسبقية عن اية معايير تقليدية أثناء الاختيار للمناصب في دولة ليبيا الجديدة)) مضيفا بأنه ((سيدفع باتجاه تغليب معايير الكفاءة والنزاهة والوطنية )). 
وفيما عقد البرلمان الليبي امس جلسته البروتوكولية الاولى بمدينة طبرق بدلا من يوم السبت الماضي استجابة لطلب التأجيل من النواب الذين منعتهم صعوبة الوصول الى طبرق من مدن ليبية اخرى بسبب تعطل مطار طرابلس الدولي عن الخدمة لتعرضه لتدمير صواريخ الاشتباكات حوله وفي المناطق المحيطة به منذ نحو ثلاثة أسابيع . . فان المؤتمر الوطني العام الذي وجه رئيسه "نوري أبو سهمين" الدعوة لأعضائه من جهة وللنواب المنتخبين لحضور جلسة التسليم والاستلام بطرابلس على تمام الساعة الحادية عشر من صباح أمس "الاثنين" في قاعة "ريكسوس" الرئيسية وحتى الساعة الثالثة من بعد الظهر لم يتمكن من عقد تلك الجلسة لعدم وصول أبو سهمين نفسه إلى القاعة رغم وصول عدد محدود من أعضاء المؤتمر .. ونفر بسيط من النواب الجدد عن مدينة مصراتة وحلفائهم . 
و بينما قال عبد الرحمن الشاطر عضو لجنة الدفاع بالمؤتمر، الذي لم يلب دعوة أبو سهمين : ((الظرف الطارئ الذي تمر به البلاد يحتم تجاوز الإصرار على التمسك بحذافير القانون .. ويدعو إلى عدم التمسك بالشكليات)) فان عضو لجنة الأمن بالمؤتمر منتهي الصلاحية صالح جعودة قال : : ((أن مسئولية الارتباك بما يشبه الفوضى تقع على عاتق أبو سهمين الذي أساء التصرف بدعوته لهذه الجلسة بطرابلس ولم يأخذ بالنصائح والمقترحات بشأن التخلي عن إصراره بعد جلسة التسليم والاستلام بطرابلس)) . لكن القائد الميداني من "ثوار مصراتة" والعضو مجلس النواب المنتخب عنها فتحي باشاغا برر لـنا عدم ذهابه الى طبرق لحضور جلسة البرلمان الاحتفالية بأنه ((نتيجة للارتباك الذي أحدثته دعوة أبو سهمين بعقد الجلسة في طرابلس يوم 4 آب/ أغسطس الجاري ، وتناقضها مع رسالة نصية للنواب من عبد الله المصري مدير ديوان ودعوتهم للحضور في طبرق )) نافيا ((اعتراض نواب مصراته وحلفائهم على الذهاب إلى طبرق، وليس بين مجموعة مصراتة وطبرق أية مشكلة .. وكل ما هنالك رأينا لابد من ان نلتزم بدعوة الرئيس ، وبنص الإعلان الدستوري )) 
أما عبد الرؤوف المناعي "الإسلامي" والنائب عن منطقة ابوسليم بطرابلس فابلغنا قوله : ((لم أذهب إلى طبرق لأنني  لم أرد أن أكون أداة في يد احد)) مشيرا إلى أن من ذهبوا إلى طبرق كانوا حفتريين)) أي متضامنين مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود خروجا مسلحا عن الشرعية .
على صعيد آخر اجمع النواب: حمودة سيالة عن طرابلس وعادل محفوظ عن العجيلات، إبراهيم عميش عن بنغازي ، الذين استطلعت آراؤهم حول عقد الجلسة الافتتاحية لمجلسهم بمدينة أمس الاثنين 4 / 8 / 2014 بدلا من السبت الثاني من آب/أغسطس الجاري أن ذلك كان بداعي منح الفرصة للعدد البسيط الذي مصر على الحضور ولم تمكنه صعوبة المواصلات من الوصول يوم السبت .. مشيرين إلى أن ((الجلسة عقدت بشكل دستوري صحيح وان الإجراءات اتخذت بصورة طبيعية على طريق بناء الدولة ووقف نزيف الدم على أسس من ليبيا الواحدة .. ليبيا السلام .. ليبيا التنمية )) 
وقال أيمن سيف النصر عضو مجلس النواب المنتخب من الجنوب الليبي إن ((الحال الذي يعانيه أهلنا في طرابلس وبنغازي من ضيق الحال وانهيار الأمن جعل من الملح أن يعقد البرلمان جلسته الأولى في مدينة طبرق ، وان ذلك جاء بناء على  اتفاق بعد عدة جلسات في طرابلس عقدتها مجموعة نواب جدد من شرق البلاد وغربها وجنوبها اتفق خلالها على نقل الجلسة هذه لطبرق لتلافي مخاطر انعدام الأمن في مدينتي طرابلس وبنغازي )) وأعرب سيف النصر عن أمله في ((أن يجمع الله القلوب على كلمة واحدة في هذه الأوقات الحرجة التي يمر بها الوطن)) داعيا إلى أهمية ((تفهم صعوبة الظروف، بالابتعاد عن التأويلات التي قد توصل البرلمان إلى مرحلة من التعقيدات التي قادت المؤتمر إلى شلل تام)) على حد تعبيره 
سجال فضائي .. 
وبعد ساعات من عقد البرلمان جلسته الأولى التي حضرها مندوبون عن منظمات إقليمية ودولية "الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي" ما يعبر ضمنيا على اعتراف هده المنظمات بالبرلمان الجديد رغم المحاولات اليائسة من بعض الأعضاء المحسوبين على تيار الإسلامي السياسي الذي مني بهزيمة في انتخابات حزيران/يونيو الماضي بدأت الفضائيات الليبية الخاصة كل منها في تبني توجهات متناقضة للأخرى فبينما تبنت فضائيات توجه صحة عقد البرلمان في طبرق مراعاة للمصلحة الوطنية نظرا للوضع الأمني في مدينتي، طرابلس، التي أرادها أبو سهمين مقرا للاستلام والتسليم.. وبنغازي التي قرر المؤتمر أن تكون مقرا للبرلمان الجديد .. أفردت فضائيات أخرى مساحات زمنية لتوجهات مؤيدة لنواب مصراتة وحلفائهم وتبني الرأي القائل بعدم مشروعية نقل الجلسة إلى طبرق .. وكان ذك في غياب  الفضائية الرسمية 
انتخابات الرئاسة : 
فاز عقيلة صالح عيسى العبيدي برئاسة البرلمان الجديد في الجولة الثانية من التصويت الدي نافسه فيها ابوبكر بعيرة اد حصل العبيدي على 77 صوتا بينما حصل بعيرة على 74 صوتا ما يعني عدم احراز التيار الفيدرالي، وبعيرة احد اقطابه، الفوز برئاسة البرلمان الجديد . 
اما فوز امحمد علي شعيب العضو عن مدينة الزاوية فقد شكل دعما إضافيا للتيار الليبرالي المتقدم في عدد أعضائه في انتخابات 25 حزيران/يونيو الماضي على تيار الاسلام السياسي، فهو من الليبراليين التقدميين في مدينة الزاوية  .