نشر المرشح للانتخابات الرئاسة في ليبيا، د.خالد كعيم، تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان  "معرفة المشكلة نصف الحل إزاء أزمتنا".

وطرح كعيم العديد من التساؤلات حول واقع ليبيا والليبيين قائلا هل توصلنا إلى تشخيص أسباب أزمتنا وتصدينا لها بالتفكير في معالجتها معالجة ناجعة؟ بشكل جمعي، أكيد لا! لكن كفصائل نعم! كل فصيل يبريء نفسه، ويوصم غيره، ويدعو إلى القضاء على غيره.

وتساءل كعيم "هل نستطيع أن نكون مجتمع واحد حتى نتأكد من إمكانية بناء دولة واحدة؟" وأجاب "نعم نستطيع! لكن كيف؟".

وأضاف كعيم أن "غياب النخبة سبب رئيس لهذا الشرود والتفكك. لقد نشأت نخب طفيلية محلية، بسبب التباعد الجغرافي بين المراكز الحضرية في ليبيا، وترعرت في كنف الحاكم المستعمِر والمحلي، الذي أغدق عليها الامتيازات، واعتمدت في إبراز نخبويتها على المظاهر. ومنذ قيام الدولة الليبية وبسبب الاستقطاب الفكري والعاطفيّ بقى دور من كانوا يمكن أن يشكلوا نخبة وطنية محدودا أمام النخب التقليدية الطفيلية التي أصبحت تتضخم كلما تأخرت بنا العهود!".

وتابع كعيم " إذا، ما العمل؟ أزعم أننا يجب أن نعيد تجربة أمم أخرى اضطرت في مفاصل تاريخيّة كادت أن تخرجها من الجغرافيا إلى التاريخ في طرح سؤال مهم، لماذا نحن هكذا؛ عاجزون، مفككون، خاضعون إلى الأغيار وللأوهام، تزداد أوضاعنا سؤاً حتى نكاد نختفي؟".

وأردف كعيم "سؤال أنفسنا فرادى، وجماعة يجعلنا مسؤولون عن واقعنا ومستقبلنا" وأضاف " تحمل المسؤولية بداية الحل! فلا مجال أمامنا للأستقالة من مسؤولياتنا عن مصائرنا، ومصالحنا، وتطلعاتنا، ومصير وطننا؛ الأرض، والشعب، والمقومات".

ولفت كعين إلى أن "أمم آخرى تجاوزت محنها التاريخية عندما توقفت وسألت أنفسها السؤال الفارق الذي يجعلها في قطيعة مع الماضي، بحيث لا تؤثر تفاصيله على إدارة شؤوننا في الحاضر وكيف نخطط للمستقبل. لا نتنكر إلى الماضي ولكن لا نعيش أسرى له" واستشهد بتجارب "اليابان، ألمانيا، رواندا، سنغافورة، جنوب أفريقيا" الذين تجاوزوا محنهم وقفزوا من الماضي إلى الحاضر دون فقد هويات شعوبهم ومصادر فخرهم وعزتهك وآلامهم.

وشدد كعيم على ضرورة "أن نسأل أنفسنا لنتطهر ونقوي قوامنا ونحصن عقولنا، ليس لجلد الذات والأختباء وراء العداوة والخصومة الدائمة وتوريثها لأجيالنا. علينا ونحن نسعى لمواجهة المخاطر والتغلب على التحديات وتحويلها إلى فرص أن نسأل ونتسأل؛ أين تخاذلنا، أين تعثرنا، أين عبثنا بمصائرنا، أين فرطنا وأفرطنا، أين أستُغفلنا وأغفلنا، أين تجاوزنا واجتزنا الحدود، إلخ؟ لأننا مسؤولون!".

وأضاف كعيم "هذا ليس تمرين ذهني، أنه ممارسة للأمانة التي نحملها تجاه أنفسنا وتجاه بلادنا بأرضها وشعبها ومقوماتها".

وختم كعيم بالقول "نحتاج أن نعود لنسأل أنفسنا وبعضنا كلما تعثرنا، لنبذل محاولة أخرى وأخرى للتعرف على مصادر هواننا وأوهامنا وهواننا ووهننا، وتغافلنا وغفلتنا، لعلنا نجيب ونستجيب! هذا نداء".