أعلن موقع على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" محسوب على تنظيم "قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي"، فجر الأربعاء، مسؤولية "كتيبة عقبة بن نافع"، عن قتل 4 من عناصر الأمن في منطقة قريبة من جبل الشعانبي أهم معقل للجماعات المسلحة المتطرفة في تونس.

وتعتبر "كتيبة عقبة بن نافع"، التي تبنت معظم العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس على امتداد أكثر من ثلاث سنوات في ظل تنامي الأنشطة الإرهابية، "أخطر" تنظيم مسلح تواجهه أجهزة الدولة ما يطرح أسئلة عديدة حول الارتباطات الإقليمية لهذا التنظيم.

وتصف كتيبة "عقبة بن نافع" المحسوبة على تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والمتحصنة في جبل الشعانبي وفي مرتفعات وجبال أخرى على الحدود الغربية مع الجزائر، أجهزة الشرطة والجيش بـ"طواغيت" وتدعو إلى محاربتها.

وظهرت كتيبة "عقبة بن نافع" لأول مرة في ديسمبر 2012 عندما عثرت الأجهزة الأمنية عن خليّة إرهابية كانت تستعد لمهاجمة معسكر بالمنطق الغربية للبلاد على الحدود الجزائرية.

وقال وزير الداخلية حينها علي لعريض إن "الخليّة كانت تريد تأسيس فرع لتنظيم القاعدة في تونس"، موضحا أنها كانت خاضعة لإشراف 3 جزائريين ولها علاقة بأمير تنظيم القاعدة بالمغرب العربي المدعو عبد المصعب عبد الودود".

ولا يخفي هذا التنظيم المسلح ارتباطاته بخلايا إرهابية تنشط إقليميا، فعلاوة على أنه يقدم نفسه جزءً من تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، فقد أعلنت الكتيبة مبايعتها لتنظيم "داعش" ودعته "للتحرك خارج سوريا والعراق" وفقا لما أعلنه "سايت" وهو مركز أمريكي لمراقبة مواقع الجماعات الإسلامية المتطرفة.

وجاء في بيان للجماعة، إن "الإخوة المجاهدين في كتيبة عقبة بن نافع (..) يدعمون بقوة ويبايعون تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ويدعونه إلى التقدم وتجاوز الحدود وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان".

إلا أن شريطا مصورا بثته أواسط يناير/ كانون ثان الماضي مواقع محسوبة على تنظم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" يشير على ارتباط "كتيبة عقبة بن نافع" بـ"قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي".

ويصفها الخبير العسكري التونسي فيصل الشريف بأنها "الكتيبة الأخطر والأشرس التي تواجه أجهزة الدولة".

وقال الشريف  "الكتيبة هي امتداد لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ولها ارتباطات إقليمية خاصة في الجزائر وليبيا وهي تعمل على توسيع نفوذها مستفيدة من عودة عشرات المقاتلين التونسيين من الأراضي السورية بعد أن تمرسوا على القتال في بؤر التوتر".

ولا يمكن الجزم حول العدد الحقيقي لعناصر التنظيم المتحصنة في الجبال إلا أن الثابت أنه يضم في صفوفه جنسيات مختلفة من بينها التونسية والجزائرية والموريتانية والنيجيرية بحسب تصريحات رسمية.

وبحسب وزارة الداخلية التونسية يعتبر خالد الشايب المكني "بلقمان أبو صخر" جزائري الجنسية، وبلال الغرسي، الذي يحمل الجنسية التونسية، أخطر عنصرين بـ"كتيبة عقبة بن نافع" إذ شاركا في عملية ذبح 8 جنود تونسيين في صيف عام 2012 إضافة إلى إشرافهم على عمليات التدريب في الجبال.

وبحسب بيانات للشرطة التونسية، يعتبر مراد الغرسلي، من حي النور بمدينة القصرين على تخوم الشعانبي، أبرز قيادي تونسي في قيادة كتائب عقبة وكان في بداية فبراير الحالي محل بلاغ تفتيش نشرته الداخلية التونسية على أوسع نطاق محذرة أنه ينشط في محافظة قفصة المحاذية لمحافظة القصرين.

وغالبا ما تعتمد العناصر المنتمية للكتيبة في عملياتها الإرهابية على زرع ألغام أرضية يدوية في محيط في مسالك بجبال الشعانبي تتوفر على مساحة 100 كم مربع منها 70 كم مربع من الغابات الكثيفة اضافة على اعتمادها على عنصر المباغتة في نصب كمائنها.

وأوقع التنظيم "الإٍرهابي" منذ تنامي نشاطه في المرتفعات الغربية لتونس مقتل العشرات في صفوف أجهزة الجيش إلا أن الهجوم المسلح الذي أسفر عن مقتل 15 عسكريا وجرح 20 آخرين في شهر يوليو  الماضي  يعد الأعنف دموية ضد القوات المسلحة منذ ظهور الكتيبة أول مرة عام .2011