إقتحم منذ قليل  عناصر من كتيبة "القعقاع" مقر المؤتمر الوطني العام في ليبيا و قامت بأسر 7 أشخاص و رئيس المؤتمر نفسه نوري أبو سهمين وفق ما ذكرت مصادر إعلاميّة.ونقلت الأناضول عن نائب فضل عدم نشر اسمه، أن المسلحين يقطعون الطريق الرابط بين العاصمة والمطار، دون أن يوضح مزيد من التفاصيل حول ملابسات عملية اختطاف النواب وعدد المختطفين.

وفي الوقت ذاته أفاد شهود عيان أن المسلحين حاولوا اقتحام مقر البرلمان، غير أن قوات الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية والمكلفة بحماية البرلمان، تصدت لهم وأحبطت محاولتهم، بحسب شهود عيان.و قد أعلنت كتيبة "القعقاع" اليوم الأحد إنضمامها إلى قوات اللواء خليفة حفتر التي بدأت عملية عسكريّة واسعة في الشّرق الليبي سمّيت بـ"كرامة ليبيا" تهدف الى "تطهير" بنغازي من العصابات التكفيرية المتشدّدة وفق ما ذكر الناطق الرسمي باسم قوات حفتر .و تعتبر عمليات "القعقاع" و "الصّاعقة" اليوم في طرابلس إمتدادًا لعملية "كرامة ليبيا" في شرق البلاد ،و التي أسفرت حتّة الأن عن أكثر من 70 قتيلا و قرابة الـ150 جريحا .

من هي "القعقاع" و "الصّواعق" ؟

 كتيبا "الصواعق" و "القعقاع" ينحدران كلاهما من منطقة الزنتان من جبل نفوسة غرب البلاد ,بالنسبة  لــ"الصواعق" فهي تشكيل مسلّح و منظّم و مهيكل بصرامة كانت قد اشتركت في الهجوم على طرابلس في سبتمبر 2011 ضمن ما سُميّ بعمليّة "فجر أوديسا" ، وكلفت بعد ذلك بحماية كبار أعضاء الحكومة الانتقالية، لتقوم  بتغيير اسمها إلى كتيبة الصواعق للحماية، وأدرجت تحت سيطرة وزارة الدفاع في أكتوبر 2012 وعدد أفرادها غير معروف، لكن تسليحها على مستوى عال جدًا ، خاصة و أنها تمتلك أسلحة مضادة للطائرات و تعتبر من أقوى التشكيلات المسلحة في ليبيا و تُكوّن و تخرّج بإستمرار دفعات جديدة من المقاتلين و المجنّدين ,و يوصف عناصرها بأنّهم على مستوى عالي من التّدريب و الكفاءة القتالية كما تمتلك الكتيبة ترسانة حربية كبيرة قوامها عدد كبير من الدبابات و الاسلحة المضادة للطائرات و تسيطر على مخازن كبيرة للسلاح و الذخيرة غرب البلاد . يقود الكتيبة  عماد مصطفى الطرابلسي و لا يعرف عنها أي ميولات دينية متشدّدة على عكس الكثير من الميلشيات الأخرى. و كان الطرابلسي آمر الكتيبة قد تعرّض لمحاولة إغتيال فاشلة في يوليو العام 2013 عندما قام مجهولون بإستهداف مقر كتيبته في العاصمة طرابلس بقذيفتين نوع "أر بي جي"  ما  أسفر عن إصابة الطرابلسي ، وإحداث ضرر طفيف بالمبنى.

أما كتيبة القعقاع فقد تكونت على يد مجموعة من "الثوّار" من منطقة الزنتان عام 2011 أثناء المعارك التي خاضتها المدينة ضد القوات النظامية أيام الحراك الثوري و الانتفاضة ضد نظام العقيد معمّر القدّافي و آمر هذه الكتيبة هو عثمان مليقطة الذي انشق عن النظام الليبي مع بداية "ثورة 17 فبراير" و يبدو أن مليقطة مازال يواجه تهمة الإنتماء لــ"فلول النظام السابق" من خلال ما ينسبه البعض في ليبيا الى "كتيبة القعقاع" بإحتوائها على عناصر من "اللواء 32 معزّز" الذي أسّسه و كان يقوده خميس معمّر القذافي نجل الزّعي الليبي الراحل و قد صرّح مليقطة لراديو الشباب الليبي يوم 21 يونيو 2011  بأن "اتهامه بوجود عناصر من اللواء 32 معزز المنحل ليست تهمة و أن رئاسة الأركان ووزارة الدفاع قد نقلت إليه العناصر التي لم تتورط في دم الليبيين وقال أنهم كفاءة وقادرين على مكافحة الإرهاب وتأمين ليبيا "

و تتبع كتيبة القعقاع رسيميًا وزارة الدفاع وقد تم تغيير اسمها منذ الفاتح من أكتوبر/تشرين الأول العام 2012 الى " اللواء الأول لحرس الحدود والمنشآت النفطية " .

و كان جمعة القماطي رئيس حزب التغيير الليبي قد وجّه أصابع الإتهام في عملية إختطافه في أكتوبر من العام قبل الماضي الى كتيبة القعقاع غير أن مساعد آمر الكتيبة نفى ذلك مؤكّدًا أنّه تقدّم بشكوى ضد القماطي في الغرض .

و كانت كتيبتا "القعقاع" و "الصاعقة" تسيطران على مناطق كثيرة داخل العاصمة طرابلس أهمها المطار  ومواقع حساسة أخرى في المدينة  قبل أن تنسحبا في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي و سلم عناصر الكتيبتين المواقع التي كانوا يحتلونها وغادروا المدينة مع اسلحتهم وآلياتهم حيث أعلن قائد لواء القعقاع عثمان المليقطة حينها ، أن افراد مجموعته انضموا الى حرس الحدود وسيتوجهون الى اماكن خدمتهم في الحدود الجنوبية.

و يأتي هذا الإنسحاب على خلفية مظاهرات شهدتها العاصمة طرابلس مطالبةً بخروج الميليشيات المسلحة من المدينة بسبب الفوضى و المواجهات الدّامية التي تقوم بين الحين و الآخر في الأحياء و الشوارع بين كتائب من مصراطة و الزنتان ما حوّل العاصمة الى مكان للمعارك المسلحة و جعل الأمن فيها مفقودًا بصورة تامة خاصة بالليل .