كشف "موقع ميدل ايست أون لاين " نقلا عن مصادر أمنية و إستخباراتية تونسية وجزائرية متطابقة،على حد قوله ، إن تنظيم "الدولة الإسلامية" أو ما يعرف بـ"داعش" نجح في اختراق عدد من مناطق الجنوب التونسي في محافظتي مدنين وتطاوين المحاذيتين للحدود الشرقية مع ليبيا وأن ما بين 15 و20 من كبار قيادات التنظيم دخلوا تونس خلال الأسابيع الماضية بمساعدة ميليشيات "فجر ليبيا" التي تسيطر على المعابر الحدودية.

ولفتت المصادر إلى أن تلك القيادات نشطت بكثافة مند تسللها وعقدت سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع "الخلايا النائمة" التي كانت زرعتها مند حوالي عام في مخطط لـ"نقل نشاط التنظيم إلى داخل تونس ومساندة الجماعات المسلحة التي تلاحقها السلطات التونسية في مرتفعات سلسلة جبال الشعانبي على الحدود الغربية مع الجزائر".

وأضافت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هوياتها لأسباب أمنية ،في حديثها إلى ميدل إيست أون لاين ، أن القيادات العسكرية لـ"قوات فجر ليبيا" ساعدت قيادات من الدولة الاسلامية تونسية وليبية وسعودية وجزائرية على إدخال ترسانة من الأسلحة المتطورة تم تخزينها في ما بين 5 أو 7 مخابئ في مناطق بالجنوب التونسي وذلك بعد لقاءات مع سيف الله بن حسين الملقب بأبوعياض المتواجد في ليبيا مند العام 2012 حيث يشرف على معسكرات لتدريب المقاتلين التونسيين في مدينة درنة تحت حماية الجماعات المتشددة المسلحة.

وأشارت المصادر إلى أن مخزن السلاح الذي كشفته خلال اليومين الأخيرين وحدات الحرس التونسي في منطقة وادي الربايع من محافظة مدنين هو واحد من بين 5 أو 7 مخازن زرعها تنظيم الدولة الإسلامية بـ"التنسيق مع قيادات عسكرية من قوات فجر ليبيا" التي تربطها علاقات وثيقة مع قيادات التنظيم وتسعى إلى توسيع معاركها ضد الجيش الليبي إلى داخل الاراضي التونسية.

وكانت السلطات التونسية أعلنت الخميس أنها كشفت كمية من الأسلحة والذخيرة كانت مخزنة في منطقة وادي الربايع بمحافظة مدنين وتضم أكثر من 25 ألف رصاصة نوع 762 و6 آلاف رصاصة لسلاح فال وحوالي 28 قذيفة 'آر بي جي' و20 قنبلة يدوية و20 مقذوفة تستخدم لإطلاقها بالبنادق و30 لغما مضادا للدبابات.

وكانت وزارة الداخلية التونسية كشفت الأسبوع الجاري اتصالات وعمليات تنسيق بين بعض العناصر الإرهابية وعناصر أخرى لنقل كمية السلاح والذخيرة إلى كتيبة عقبة بن نافع التي بايعت أبوبكر البغدادي وتتحصن في مرتفعات سلسلة جبال الشعانبي الأمر الذي رأى فيه الخبراء الامنيون "تحولا خطيرا" في مخططات المجموعات الجهادية المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية على تونس باعتبارها باتت تستهدف تفجير الوضع الأمني والاجتماعي برمته وعدم الاكتفاء بهجمات معزولة وهي نفس الطريقة التي تتبعها قيادات الدولة الاسلامية سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا.

ونقلت تقارير إخبارية تونسية الجمعة أن "قيادات من تنظيم الدولة الإسلامية نجحت في التسلل إلى تونس وتولت في مرحلة أولى إدخال كميات هامة من الأسلحة المتطورة وخزنتها في عدد من مناطق الجنوب، جندت في مرحلة ثانية الخلايا النائمة للتنظيم وكلفتها بنقل الذخيرة إلى كتيبة عقبة بن نافع".

ومن بين تلك القيادات أبو طلحة التونسي وأبو حفص التونسي، اللذين كانا يقاتلان في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وتربطهم علاقات قوية مع أبرز قيادات التنظيم، وأبوالوليد الجزائري وأبوعمر الليبي إضافة إلى قيادي سعودي يدعى محمد نواف الجزراوي.

ويطارد الأمن التونسي، بالتنسيق مع القوات الجزائرية، منذ 2 مارس/آذار الحالي إرهابيين سعوديين اثنين تسللا من الأراضي الليبية باتجاه تونس عبر منافذ غير مراقبة، وفق ما ذكرت مصادر أمنية.

وأكدت المصادر إن "من بين الإرهابيين قيادي كبير في تنظيم داعش (الاسم الشائع للدولة الإسلامية)، وهو المدعو محمد نواف الجزراوي، الذي أوفده أبوبكر البغدادي لشمال أفريقيا برفقة عدد من القيادات في التنظيم".وشهد تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا خلال الفترة الأخيرة التحاق عدد من الجهاديين السعوديين الذين استجابوا لنداء الهجرة الذي أطلقه القاضي الشرعي للتنظيم في درنة الليبية، وهو سعودي الجنسية.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية أكد في سبتمبر/أيلول على صفحته الرسمية على الإنترنت ان "أمير جماعة" أنصار الشريعة بتونس ابوعياض قد بايع رسميا دولة الخلافة ودعا البغدادي لمساعدته على إسقاط الدولة التونسية. وجاءت بيعة أبو عياض، بعد أيام قليلة فقط بعد إعلان كتيبة عقبة بن نافع الذراع العسكري لجماعته عن بيعتها وولائها لأبي بكر البغدادي، واعتبرت نفسها "جندا من جنود الخلافة على ارض تونس".