توجّه رتل يضم عشرات المدرعات التشادية إلى الكاميرون أمس، للمشاركة في مواجهة جماعة «بوكو حرام» النيجيرية المتطرفة، فيما أعلنت غانا أن قادة دول غرب أفريقيا يدرسون إنشاء قوة عسكرية مشتركة للتصدي للجماعة.

وكانت «منظمة العفو الدولية» و»هيومن رايتس ووتش» المدافعتان عن حقوق الإنسان، نشرتا صوراً التقطتها أقمار اصطناعية لمدينتَي باغا ودورون باغا المتجاورتين في شمال شرقي نيجيريا، على ضفاف بحيرة تشاد، قبل هجوم تعرّضتا له من «بوكو حرام» مطلع الشهر، وبعده، أظهرت تدمير أو تضرّر أكثر من 3700 منزل.

ونقلت المنظمة عن شهود ومسؤولين محليين وناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان، إن الجماعة قتلت مئات من المدنيين في المدينتين، بعد احتلالها قاعدة للجيش النيجيري في باغا.

وعبر رتل المدرعات التشادية جسراً على نهر «شاري»، سالكاً طريقاً في اتجاه بونغور جنوباً حيث يمكن للجنود التشاديين أن يعبروا الحدود الكاميرونية والتوجّه غرباً في اتجاه الحدود النيجيرية حيث تنشط «بوكو حرام».

أتى ذلك بعد ساعات على مصادقة البرلمان التشادي بالإجماع على إرسال «قوات مسلحة وأمنية تشادية لمساندة القوات الكاميرونية والنيجيرية التي تقاتل في الحرب ضد الإرهابيين في الكاميرون ونيجيريا».

وأبلغ الرئيس التشادي إدريس ديبي النواب ان الدول الأعضاء في مجموعة حوض تشاد، وهي النيجير ونيجيريا وتشاد والكاميرون، ستنفذ عمليات مشتركة لـ»تحرير باغا التي تُعتبر محور مبادلاتنا الاقتصادية»، معتبراً الأمر «أساسياً لاستئناف حركة البضائع والناس بأمان».

وكان رئيس الكاميرون بول بيا أعلن أن تشاد سترسل قوات إلى بلاده «قوة ضخمة لدعم القوات المسلحة الكاميرونية التي تواجه بشجاعة وتصميم وبسالة معترف بها من الجميع، الهجمات الإرهابية لبوكو حرام». ووضع الأمر في إطار التزام البلدين «العمل في سبيل تأمين الاستقرار والسلام والأمن لبلديهما وشعبيهما».

إلى ذلك، أعلن رئيس غانا جون ماهاما أن قادة «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا» (إيكواس) التي يتولى الآن رئاستها الدورية يدرسون إنشاء «قوة إقليمية أو متعددة الجنسية» لمواجهة «بوكو حرام»، مشيراً إلى أنهم سيعقدون قمة إقليمية الأسبوع المقبل لمناقشة الأمر. وأشار إلى أن «إيكواس» ستسعى إلى نيل «تفويض» من الاتحاد الأفريقي يتيح تنفيذ هذا المخطط.