تسعى الولايات المتحدة الأمريكية اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى إعادة بعثتها الدبلوماسية إلى ليبيا بسبب تخوفات من تزايد النفوذ الروسي على حسابها.

ورغم أن واشنطن لم تحدد تاريخا معينا لإعادة دبلوماسيتها إلى طرابلس، لكن وزير خارجيتها أنطوني بلينكن أعلن الأربعاء أن بلاده تعمل بنشاط من أجل استئناف عمل سفارتها في ليبيا التي أغلقت منذ العام 2014، بسبب الاضطرابات الأمنية والإحساس الأمريكي بأنها مستهدفة من بعض مناوئيها رغم قربها من مختلف الأطراف  ودعمها لها منذ أحداث فبراير 2011.

وعلى الرغم من أن السفارة الأمريكية في ليبيا تسير أشغالها في أغلب الفترات من تونس لكن تصريحات الوزير الأمريكي حول ضرورة التواجد في طرابلس أعطت انطباعا عن خوف من دور روسي قوي سيكون بكل تأكيد على حسابها وهي التي تعتقد وترى أن موقعها في المنطقة يجب أن يبقى "صاحب الحضوة" والفاعلة الرئيسية للأحداث.

التخوفات الأمريكية أرجعها مراقبون إلى التحركات المكثفة لموسكو في القارة الإفريقية من بينها ليبيا بعد أيام قليلة من إعلان روسي عن عودة البعثة الدبلوماسية للعمل من نزل "راديسون" في طرابلس. بالإضافة إلى مؤشر آخر وهو لقاء وزيرة خارجية الوحدة نجلاء المنقوش بالسفير الإيراني محمد رضا الذي ركز على عودته إلى طرابلس، والجميع يعرف العلاقة القوية بين طهران وموسكو واتفاقهما المعلن عن معاداة الولايات المتحدة وسعيهما لتقويض نفوذها من عدة مناطق خاصة في القارة الإفريقية.

وتؤدي مساعدة وزير الخارجية الأمريكي وكبيرة الدبلوماسيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باربرا ليف، بجولة قادمة تشمل ليبيا في الفترة من 15 إلى 25 مارس لتأكيد دعم بلادها للجهود التي تيسرها الأمم المتحدة لتعزيز التوافق الذي يؤدي إلى الانتخابات الليبية في 2023.

ووسط توجسها من دور متعاظم لموسكو في الملف الليبي تسعى الخارجية الأمريكية إلى تكثيف اتصالاتها مع المسؤولين الليبيين على مستويات مختلفة من أجل عودة نشاط السفارة في طرابلس لكن الوزير بلنكن قال "لا يمكنني أن أعطيكم جدولا زمنيا بخلاف القول إن هذا شيء نعمل بنشاط كبير عليه. أريد أن أرى أن لدينا قدرة على استئناف حضور مستمر في ليبيا".