ارتفعت أسعار النفط أمس إثر إعلان وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لكن وكالة الطاقة الدولية استبعدت أي تغير في السياسة النفطية السعودية. وأعلن التلفزيون السعودي ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ينوي الإبقاء على وزير البترول علي النعيمي في منصبه.

وارتفع «برنت» 30 سنتاً إلى 48.81 دولار للبرمل، لكن سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط هبط إلى 45.35 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى منذ منتصف الأسبوع الماضي عقب أنباء عن إغلاق وحدة لتقطير الخام في مصفاة لـ «بي بي» تبلغ طاقتها 413500 برميل يومياً في ولاية انديانا الأميركية. ونزل الخام 49 سنتاً إلى 45.83 دولار للبرميل.

وبعد أن شهدت أسواق النفط تقلبات شديدة وهبوطاً للأسعار في وقت سابق من كانون الثاني (يناير) سجلت تحركات محدودة هذا الأسبوع حيث تحركت أسعار برنت في نطاق بين 47.78 و50.45 دولار للبرميل. ونزلت أسعار النفط نحو 60 في المئة منذ أن وصلت إلى ذروتها في حزيران (يونيو) الماضي مع ارتفاع إمدادات معروض النفط الصخري من أميركا الشمالية وتباطؤ الطلب.

وحولت طفرة الإنتاج الصخري الأميركي الولايات المتحدة من أكبر مستورد للنفط في العالم إلى واحدة من أكبر الدول المنتجة للخام إذ تضخ أكثر من تسعة ملايين برميل يومياً. وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أول من أمس أكبر زيادة في مخزونات الخام الأميركية في ما لا يقل عن 14 عاماً ما زاد من الفارق بين أسعار «برنت» وخام غرب تكساس الوسيط.

وقال رئيس قسم الاقتصاد في وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول لوكالة «فرانس برس» إن من غير المتوقع حصول تغيير «كبير» في السياسة النفطية السعودية. وأضاف على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس: «لا أتوقع تغييراً كبيراً في السياسة النفطية للسعودية وآمل بأن يبقوا عامل استقرار في الأسواق النفطية خصوصًا في هذه الأيام الصعبة».

وقال بيرول ان الملك عبدالله «كان رجلاً كبيراً ولعبت السعودية دور بنك مركزي للقطاع النفطي في العقود الأخيرة»، معزياً الشعب السعودي بوفاة الملك. وتتولى وكالة الطاقة الدولية الدفاع عن مصالح الدول المستهلكة للنفط.

وأظهرت بيانات من إدارة الجمارك الصينية ان واردات الصين من النفط الخام الإيراني في كانون الأول ارتفعت بنسبة 19.1 في المئة عن مستواها قبل عام لتصل إلى 2.57 مليون طن أو 604740 برميلاً يومياً. وعلى اساس شهري زادت الواردات في كانون الأول بنسبة 17 في المئة من 517560 برميلاً يومياًَ في تشرين الثاني (نوفمبر).

وبلغ اجمالي واردات الصين من النفط الإيراني العام الماضي 27.5 مليون طن أو 549250 برميلاً يومياً بزيادة قدرها 28.3 في المئة عن عام 2013. وأظهرت البيانات أيضاً أن واردات الصين من النفط من روسيا قفزت إلى مستوى قياسي بلغ 876 ألف برميل يومياً في كانون الأول بزيادة قدرها 86 في المئة عن الشهر نفسه من العام الماضي مع إقبال مصافي التكرير على الاستفادة من هبوط اسعار البيع الفوري للخام الروسي إلى أدنى مستوياتها في سنوات.

وعلى مدى عام 2014 بكامله قفزت واردات الصين من النفط الروسي بنسبة 36 في المئة إلى مستوى قياسي بلغ حوالى 662 ألف برميل. وتخطّت روسيا سلطنة عمان لتصبح ثالث أكبر مصدّر للنفط إلى الصين بعد السعودية وأنغولا وينتظر ان تواصل صادراتها الارتفاع هذا العام.