يوم حادث الهجوم الإرهابي على نزل سياحي في مدينة سوسة الساحلية التونسية (الجمعة الماضي) و الذي أسفر عن مقتل 38 شخصا وجرح 36 آخرين ،كان الشاب البريطاني ماثيو جايمس 30 عاما ،وزوجته سارة ويلسون مستلقيان على الشاطئ مستمعان بالشمس الدّافئة و الطقس الجميل في وقت الضحى.
ونقلت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية عن السائحة سارة ويلسون قولها أنّ كلّ شيء قد تغيّر فجأة عندما سمعا أصوات اطلاق نار من سلاح كلاشنيكوف ،ووجدا نفسيهما فجأة أمام "قاتل مجنون".
وأضافت الصحيفة بأنّه و في تلك اللحظة ،وضع ماثيو نفسه كدرع حول زوجته سارة ليحميها من الرصاص .
وقالت سارة ويلسون في شهادتها للصحيفة البريطانية "ماثيو وضع نفسه أمامي ،واعترض رصاصة عوضا عني ،وعندما حاول التحرك أطلق عليه رصاصة ثانية ،ثم رصاصة ثالثة ،كانت الدّماء تسيل في كل مكان".
أصيب ماثيو ،وفق الصحيفة ،في ثلاثة أماكن من جسده ،واعتقد أنّه لن يعيش بعد ذلك أبدا ،فتوجّه الى سارة بكلمة أخيرة "أنا أحبّك ،إذهبي الآن ،وقولي لأطفالنا بأن أباهم يحبهم" ،وأضافت سارة بأنّها اضطرت الى تركه تحت الكرسي الشاطئي ،لأنّه كان من الممكن أن للقاتل أن يعود لها.
وتابعت الصحيفة البريطانية بأنّ سارة هربت الى النزل و اختبأت داخل خزانة في غرفتها ،لدقائق بدت لها كالساعات ،وعند انتهاء الهجوم خرجت الشابة الانجليزية للبحث زوجها بدون أمل في العثور عليه حيا.
"لم أكن أعرف إن كان حيا أو ميتا ،حتّى أنّي اصطحبت أغطية بيضاء عند البحث عن جسده" قالت سارة ويلسون .
لكن ماثيو كان ما يزال حيّا ، فرغم جراحه الخطيرة كان الشاب البريطاني لايزال على قيد الحياة ،وحضرت الإسعافات وخضع ماثيو لعملية جراحية في مستشفى سوسة ولا يزال الى اليوم الأحد ،تحت العناية المركزة ،تضيف الصحيفة.
"لقد تحطّم الحوض بفعل الرصاص ،وأصيب بنوبة قلبية ،لكنه على قيد الحياة ،،إنها معجزة" تقول زوجته سارة.
وأضافت "ديلي ميرور" بأنّه وبعد يومين من الحادثة التي مات فيها 15 بريطانيا ،لا يزال الزوجان تحت الصدمة النفسيّة.
ونقلت الصحيفة عن سارة ويلسون قولها "أنا أعلم كم نحن محظوظون بالبقاء على قيد الحياة ،نحن نريد فقط العودة الى ديارنا".