بين عشية وضحاها، وجد الإعلامي في الجيش اليمني عمر عبد الرحمن الشلح نفسه متهماً من قبل ميليشيا الحوثي الإيرانية، وكل ذنبه أنه غادر اليمن إلى الأردن عام 2016 كرئيس لوفد مشارك في مؤتمر علمي إقليمي، مرسلاً من كلية التجارة والاقتصاد في جامعة صنعاء بصفته باحثاً في درجة الماجستير في العلوم السياسية والعسكرية، وإثر ذلك هاجم عناصر ميليشيا الحوثي الإرهابية، بيته واستولوا على مقتنياته وطردوا العائلة واعتقلوا أخاه الأكبر.

التحق الشلح في الجيش اليمني فور تخرجه من الثانوية العامة، وأكمل دراسته في البكالوريوس والماجستير بتفوق، ثم عمل في الإعلام العسكري كمحرر في مجلة «الإيمان» الصادرة عن التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية، ومديراً لتحرير صحيفة «الانضباط العسكري» الصادرة عن قيادة الشرطة العسكرية، ونائباً لرئيس تحرير مجلة «نافذة أمل» الصادرة عن دائرة الإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية.

ونتيجة لغيابه عن عمله في وظيفته الرسمية بسبب إغلاق مطار صنعاء وتواجده في الأردن، المشارك في التحالف العربي لاستعادة الشرعية، اتّهِمَ من قبل ميليشيا الحوثي التابعة لإيران بـ«الفرار». 

ويقول الشلح لصحيفة «البيان» الإماراتية، إن «هذا الاتهام لم تقتصر عقوبته علي وحيداً، بل هنالك انعكاسات سلبية عديدة ارتدّت على عائلتي، فالحوثيون هاجموا بيتي واستولوا على مقتنياتي، وطردوا العائلة، واعتقلوا أخي الأكبر، فضلاً عن الملاحقات اليومية والجرائم بحق الأهل والأصدقاء». 

ومعلوم أن الميليشيا حولت اليمن إلى مسرح دموي مخيف، دفع الكثير لمغادرة البلاد خشية على أرواحهم وممتلكاتهم وأهاليهم، وهرباً من الفتن، ورغبة بحياة كريمة آمنة مستقرة، ومن بين هؤلاء عمر الشلح الذي يواصل حديثه قائلاً: «حفاظاً على حياتي توجهت لطلب اللجوء السياسي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وطرحت مظلوميتي على السفارة اليمنية والجهات المختصة في الأردن».

وعن عائلته يضيف وقد لفّته الحسرة والألم: «عائلتي مكونة من ولد وبنت يعيشون مع أمهم في بيت أهلها بعد أن تم نهب منزلي والاستيلاء عليه وعلى ما فيه من قبل الجماعة الإرهابية الحوثية، وتنفق أسرتي من مدخراتي، علماً أن رواتبنا مقطوعة منذ حوالي ثلاثة أعوام، ويساعدهم أحيانا والدي، المتقاعد من الجيش منذ عام 1999، والذي يعمل حالياً في القضاء العرفي بمحافظة إب - مسقط رأسي - كونه أحد أعيان ووجهاء القبيلة، ويعمل أيضاً في زراعة الأرض رغم شح الماء وكفاف العيش والغلاء».

وختم الشلح كلامه بالتأكيد أنّ الوطن الأم يبقى بمثابة الروح ويستحق التضحية من أجله وفي سبيل الحفاظ عليه وتوفير أمنه واستقراره وإنقاذه من عبثية الانقلابيين. وقال «نشكر التحالف العربي لدعمه اليمن، حيث يبذل جهوداً كبيرة في القضاء على الجماعات الإرهابية، ممثلة في الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش، لتخليص الأمة العربية والإسلامية والعالم من إجرامها وتخريبها».