قبل نحو أسبوع من موعد إجراء انتخابات الرئاسة في الجزائر المقررة في 17 نيسان/أبريل الجاري، يسعى المرشحون الستة لاستمالة أكبر عدد ممكن من الناخبين لصفهم معولين في ذلك على وسائل عديدة منها الرياضة التي تبقى من أسهل الطرق للوصول إلى قلوب المواطنين.منذ انطلاق الحملة الانتخابية في 23 آذار/مارس الماضي لم يتوان الرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة، ومنافسه الأبرز علي بن فليس رئيس الوزراء الأسبق على وجه الخصوص، في "الاحتماء" بوجوه رياضية لدعم مسعاهما نحو قصر الرئاسة، حتى أصبحت هذه الوجوه الأكثر حضورا في أطقمهما القيادية والإدارية.

وتضم لجان مساندة الرئيس المرشح، أسماء بارزة كأسطورة كرة القدم الجزائرية رابح ماجر وزميله الأخضر بلومي إلى جانب رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى براف، وعدد من رؤساء أندية دوري المحترفين لكرة القدم الذين لم يتأخروا في إعلان دعمهم لبوتفليقة.فيما اختار علي بن الشيخ ،واحد من أشهر لاعبي الكرة في البلاد في ثمانينيات القرن الماضي، دعم علي بن فليس، مثلما فعل كمال بوشامة وعبد الحميد برشيش وعزيز درواز وهم وزراء سابقون للشباب والرياضة، ورشيد حنيفي الرئيس السابق للجنة الأولمبية الجزائرية ورشيد بوعبد الله رئيس المرصد الوطني للرياضة وعبد المجيد ياحي رئيس نادي اتحاد الشاوية الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية للمحترفين.

ولم تخلو خطابات الحملة الانتخابية خاصة تلك التي يلقيها ممثلو الرئيس بوتفليقة من المجاملات تجاه الأندية الرياضية صنفها البعض في خانة دغدغة العواطف واللعب على الوتر الحساس للشباب لكسب أكبر عدد من الأصوات في المدن التي يزورنها لتنشيط التجمعات الانتخابية.ولم يكن مفاجئا أن يعدد عبد المالك سلال رئيس الوزراء السابق ومدير الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، تأهل "الخضر" إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، ضمن إنجازات بوتفليقة.غير أن علي بن فليس، يرى أن الرياضة الجزائرية ليست كرة القدم فقط وأنها تعاني كثيرا كغيرها من القطاعات الأخرى مستدلا بغياب الألقاب الكبرى بعكس ما كانت عليه في فترة مسانديه كمال بوشامة وعزيز درواز.

ووعيا منه بالوعاء الانتخابي الهام الذي تتوفر عليه الرياضة في الجزائر، يستعد عبد المالك سلال للاجتماع بعدد من مسؤولي الأندية والرياضيين مساء اليوم الثلاثاء، لشرح برنامج الرئيس المرشح ومدى التزام حكومته بتنفيذ الخطط الرامية للارتقاء بالرياضة عموما وإنقاذ مشروع الاحتراف في كرة القدم من الفشل.مبادرة كان قد سبق بها المرشح علي بن فليس عندما نظم ندوة رياضية في 14 آذار/مارس الماضي بمناسبة اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، وأشرف عليها المعلق الرياضي المعروف مراد بوطاجين والعضو السابق بمجلس النواب، وعرفت حضور 250 من الرياضيين والمسؤولين السابقين والحاليين.

ويزعم بعض المتتبعين للشأن السياسي في البلاد، أن الوجوه الرياضية في الجزائر لا يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الهيئة الناخبة وأن قرار اتحاد الكرة برفع عقوبة الإيقاف عن الدولي السابق فوزي شاوشي حارس نادي مولودية الجزائر الفريق الأكثر شعبية، لن يمكن بوتفليقة بالضرورة من أصوات إضافية يوم الانتخاب.وأكدوا أن لكل جزائري قناعاته وخياراته التي لا تتوافق حتما مع هذا المسؤول أو ذاك الرياضي الذي اختار الاصطفاف مع مرشحه عن قناعة أو طمعا في الحصول على امتيازات جديدة