تمر غدا الخميس 31 ديسمبر 2015 سنة على دخول الباجي قايد السبسي الى قصر قرطاج رئيساً لجمهورية تونس لمدة خمس سنوات. السبسي تحدث بهذه المناسبة عن تقييم السنة الاولى من حكمه وعن رأيه وتوقعاته للسنة الجديدة وعن سبب تفاؤله بمستقبل تونس في حديث مطول لمجلة " ليدرز".

عن تقييمه لسنة 2015 وتجربة حكمه قال السبسي " وجدنا أنفسنا إزاء وضع في منتهى الدقة، وأكثر بكثير ممّا كان متوقعا. وكان لا بدّ من مواجهة جملة من الأمور الاستعجالية دونما انتظار. وكان الإرهاب من بين أشدّ هذه الأمور خطورة، فقد اكتوت تونس بنيرانه في ثلاث مرّات على الأقل. حصل ذلك مرّة أولى في باردو حيث استهدف الإرهاب حضارتنا وثقافتنا وكذلك السياحة وهي أحد الركائز التي يقوم عليها اقتصاد البلد. في المرة الثانية ضرب الإرهاب في سوسة مستهدفا السياحة مرة أخرى من خلال هجمته على ضيوفنا. وفي المرة الثالثة، استهدف الإرهاب عناصر من الحرس الرئاسي في سعي إلى مهاجمة الدولة بشكل مباشر. لكن الدولة ظلت واقفة، وستظل واقفة ثابتة على الدوام، كما كان ذلك شأنها دائماً ومنذ ما يزيد عن 3000 سنة.

وعن توقعه للسنة الجديدة قال السبسي انها ستكون أفضل من السنوات السابقة. ونحرص بجَدٍّ على أن تكون كذلك. وحري بالتونسيين أن يتحركوا من أجل إخراج البلد من عنق الزجاجة. لكننا نقدر مع ذلك أننا أنهينا سنة 2015 في ظروف طيبة، واهتدينا إلى نوع من الوفاق ساعدنا على تحقيق نتائج لا بأس بها.  حققنا إنجازات كبرى يمكن أن نذكر منينها السلم الاجتماعية التي أتاحتها العديد من الاتفاقات، وكذلك حصولنا على جائزة نوبل للسلام التي جاءت لتكرس ديناميكية الوفاق واختيار سبيل الحوار والتشاور واعتماده أسلوبا ومنهجا.

وقال الرئيس التونسي انه متفائل جدّا جدّا... لو اعتراني أقل شك، لما رشحت نفسي للانتخابات الرئاسيّة. وإني لعلى قناعة بأن تونس ستخرج من الوضع التي هي فيه، وستتقدم إلى الأمام على درب تدعيم الديمقراطية. وهنا يكمن التحدي الأصعب. دأبُنا أن نكرِّس الديمقراطية في حياتنا اليومية، ولن يتحقق ذلك إلَّا بمشيئة كل أبناء تونس، بلا إقصاء، ماعدا أولئك الذين يقصون أنفسهم بأنفسهم. فأهلا وسهلا بكل الذين يأنسون في أنفسهم القدرة على الإسهام في ازدهار تونس وفي رخائها.