وصلت الفيضانات التي ضربت مدن الجنوب المغربي إلى البرلمان، لينشب جدل ما بين الحكومة والمعارضة، حيث طالب عدد من النواب باستقالة وزير التجهيز والنقل، عزيز الرباح.

ففي بداية الجلسة التي عقدت الثلاثاء، وقف الجميع، برلمانيون ووزراء، لقراءة الفاتحة ترحماً على الضحايا.

وفي حين اقترح عبد الله بوانو، رئيس كتلة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الحكومة، بـ "حداد وطني على أرواح الضحايا، وبإنشاء "لجنة تقصٍ برلمانية" لتحديد المسؤوليات، داعياً إلى "تجنب الاستغلال السياسي" للكوارث في المغرب من قبل المعارضة. اتهم نواب من كتلة حزب الاستقلال المعارض، "وزراء الحكومة بالانشغال بالولائم وبالحملات الانتخابية" بدلاً "من الاهتمام بمشاكل المغاربة".

أما وزير الداخلية، محمد حصاد، وفي إجابته عن حزمة من الأسئلة تقدم بها برلمانيون، وحملت "صفة الآنية"، أعلن أن فرق الإنقاذ نجحت في "إنقاذ 432 مواطنا مغربياً كانوا في "حالات خطيرة"، من بينهم "94 جرى إنقاذهم عبر الطائرات العمودية"، مضيفاً أن المغرب سجل "أمطار استثنائية" خلال الأسبوع الماضي.

وباسم الحكومة، تقدم وزير الداخلية بالتعازي لعائلات الضحايا الـ 39 الذين فارقوا الحياة غرقاً في الأودية، ليطالب بـ "تجنب المزايدات في موضوع الفيضانات" في البرلمان، موضحاً أن من "مسؤولياته أن يدافع وأن يخبر الرأي العام" بما تقوم به فرق الإنقاذ الميدانية "في الليل وفي النهار".

ووفق توضيحات الوزير فإن "ارتفاع حصيلة القتلى، سببه عدم استجابة السائقين للتحذيرات"، مشدداً على أن "التساقطات لم تكن مفاجئة، بعد تحذيرات سابقة للأرصاد الجوية" يوم الأربعاء الماضي.

من جهتها، وجهت الكتل المعارضة للحكومة تهمة "الفشل في مواجهة الكوارث الطبيعية". وفي حديث للعربية، قال إدريس لشكر، رئيس كتلة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اليساري المعارض، إنه "مع كامل الأسف رأينا جثثا ترمى في شاحنة للنفايات". قبل أن يضيف أن "الألم يعتصر قلوبنا ونحن نرى هذا النوع من التعامل في هذا القرن، ومع هذه الحكومة التي تدعي الإصلاح".

بينما أوضحت ميلودة حازب، رئيسة كتلة حزب الأصالة والمعاصرة المعارضة، أن "الحكومة تعاملت بنوع من اللامبالاة مع هذه الرسالة الإنذارية التي أرسلتها الأرصاد الجوية". وأردفت قائلة :"لو حدث ما حدث في بلد آخر لكانت الحكومة قدمت استقالتها أو على الأقل الوزراء المعنيون".

إلى ذلك، وفي نشرة تحذيرية، حذرت الأرصاد الجوية جميع المواطنين المغاربة بضرورة "توخي الحيطة والحذر"، مع "عدم المخاطرة بالتواجد قرب الوديان والمنحدرات والشواطئ"

وبحسب الأرصاد سيعرف المغرب انطلاقا من يوم الخميس المقبل، "اضطرابا جوياً جديداً مع أمطار قوية وعاصفة، ستنزل في السهول الأطلسية الشمالية والوسطى". ومن المحتمل، بحسب الأرصاد الجوية، تسجيل أمطار تصل إلى 120 ميلتمرا خلال الأسبوع الجاري، مع رياح تصل إلى 60 كيلومترا في الساعة، حسب العربية نت.

هذا وسيستمر الاضطراب الجوي الجديد في المغرب، خلال الأسبوع الجاري، يومي الخميس والجمعة وتستمر لغاية يوم الإثنين من الأسبوع المقبل، وسيمتد المطر الغزير إلى وسط وجنوب شرق والجنوب الغربي.

كما سيعرف المغرب انخفاضا في درجات الحرارة مع تساقط ثلوج في الجبال التي تتجاوز في ارتفاعها 1700 مترا، وهيجان في البحر حيث سيصل الموج في ارتفاعه ما بين 5 و 7 أمتار.