من أجل إعلان زعامة جديدة، يعتمد أمراء الحرب في التنظيمات الإرهابية على ورقتي التصعيد والانتشار الإعلامي. هذا ما أقدم عليه أحد زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو عبيدة يوسف العنابي حين نشر فيديو أشار فيه بوضوح أن تونس ستكون هدفا لتنظيمه الذي سوف يمنع عودة النظام القديم.

يدوم هذا الفيديو أكثر من 18 دقيقة  على غير عادة فيديوهات زعماء التنظيمات الإرهابية. ويظهر فيه تاريخ يوم 25 ابريل 2015. كما تظهر في وجوه وزير الخارجية التونسي ووجه وزير الشؤون الدينية. ومن الأشياء اللافتة هو ديكور خلفي لمدينة القيروان التي تعد العاصمة الدينية في تونس.

يعتبر أبو عبيدة أن "الجهاديين هم الحاجز الأخير كي لا يعود النظام السابق في تونس". وهو خلال الفيديو يسم بالردة السياسيين التونسيين ويدعوهم "للعودة لدينهم وألا سيقوم بفرض حكم الله عليهم". هذا ويتذكر أبو عبيدة الجهاديين الذين قضوا في الشهر الماضي في تونس وخاصة منهم لقمان أبو صخر زعيم التنظيم القاعدة المتونس كتيبة عقبة ابن نافع.

يبدو من خلال العودة لتمجيد الثورة التونسية التي جدت بين 2010 و2011 أن تنظيم القاعدة يدخل مرحلة جديدة على المستوى الاتصالي. وذللك من خلال استمالة الأطياف الاجتماعية التي تتقاطع مع هذا الهاجس من عودة النظام السابق بقمعه وتخويفه وتضييقها على الحريات والدين.