استخدمت الولايات المتحدة اليوم (الإثنين) حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار عربي في الأمم المتحدة يدين إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، في حين وافق أعضاء المجلس الـ 14 الباقون عليه.

ووصفت الرئاسة الفلسطينية استخدام واشنطن لـ «فيتو» ضد مشروع القرار بأنه «استهتار» بالمجتمع الدولي. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن «استخدام الفيتو الأميركي مدان وغير مقبول ويهدد استقرار المجتمع الدولي لأنه استهتار به».

ويعكس استخدام «فيتو» بشكل منفرد من سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي، العزلة الدولية التي تواجهها واشنطن في خصوص نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ما يعني فعلياً تجاهل مطالب الفلسطينيين في المدينة التاريخية العريقة.

وقالت هايلي بعد التصويت «ما شهدناه هنا اليوم إهانة لن تنسى». وأضافت أن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة «فيتو» في مجلس الأمن منذ أكثر من ست سنوات.

وقالت «لا يسعدنا أن نفعل ذلك، لكننا نفعله من دون إحجام. وكون هذا الفيتو يستخدم دفاعاً عن السيادة الأميركية ودفاعاً عن دور أميركا في عملية السلام في الشرق الأوسط، لا يمثل مصدر حرج لنا بل يجب أن يكون مصدر حرج لبقية مجلس الأمن».

وأكد مشروع القرار الذي نظر فيه مجلس الأمن اليوم أن «أي تغيير في وضع القدس ليس له أي مفعول قانوني ويجب إبطاله»، وشدد على أن قضية القدس «يجب حلها عبر المفاوضات»، وعبر «عن الأسف الشديد للقرارات الأميركية الأخيرة»، ونص على أن «أي قرارات وأعمال تبدو وكأنها تغير طابع القدس أو وضعها أو تركيبتها السكانية، ليس له أي مفعول قانوني وهو باطل ويجب إلغاؤه».

ودعا مشروع القرار الدول الأعضاء في الأمم المتحدة كافة إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات تخالف قراراتها في شأن وضع المدينة المقدسة، وحض كل الدول على الامتناع عن فتح سفارات لها في القدس.

وتراجع ترامب فجأة هذا الشهر عن سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين مثيراً غضب الفلسطينيين والعالم العربي وقلق حلفاء واشنطن الغربيين.