أكد مشاركون في الملتقى الدولي حول "علماء الاجتماع العربي أمام أسئلة التحولات الراهنة" أن شبكات التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا في رصد التحولات الاجتماعية مما أفرز علم اجتماع الكتروني في البلدان العربية. و جرى الملتقى بمحافظة "وهران" بالغرب الجزائري على مدار يومين ونظمه مركز البحث  في "الانتوبولوجيا" الاجتماعية و الثقافية لوهران بالتعاون مع جامعة وهران والجمعية العربية لعلم الاجتماع.

و تم خلال الجلسة الأولى من اليوم الأول و الثاني لهذا الملتقى تقديم عدة محاضرات منها "إشكالية التغيير عند الفلسطينيين" للأستاذ "محمد نعيم فرحات" من دولة  فلسطين و "الفلاحون التونسيون والثورة" للأستاذ "مولدي احمر" من تونس و"مقدمة لدراسة مستقبل التغير الاجتماعي والثقافي في بلدان الخليج العربي"  للأستاذ "سمير إبراهيم  حسن" من سلطة عمان.

وفي هذا الإطار ذكر "أحمد زايد" من جامعة مصر في ندوة صحفية على هامش  أشغال الملتقى الذي تواصلت فعالياته ليومين على التوالي " أن الفضاء الإلكتروني في الوطن العربي عرف انخراطا بشكل كبير من قبل العرب مما يجعل منه فضاء اجتماعيا  جديدا يرصد التحولات الاجتماعية ". وجاء معرض حديث الأستاذ " زايد" من خلال تطرقه إلى التحولات التي عرفتها مصر خلال وبعد  الثورة  والذي قال بخصوصه أن علم الاجتماع لم يقف "مكتوف الأيدي" إزاء التحولات التي يشهدها العالم  العربي ولم يكن متخلفا في رصد الواقع في الوطن العربي و أن علماء الاجتماع  العرب  ساهموا كثيرا في رصد الواقع العربي و تحولاته و تغيراته.

وأكد المتدخلون في الملتقى الذي جرى في عدة ورشات أكاديمية أن التطور السريع في الفضاء الالكتروني حتم على علماء الاجتماع إعادة النظر في وظيفة هذا العلم، على اعتبار أن الثورة المعلوماتية وانتقال المعرفة بشكل سريع غير كثيرا من المفاهيم التي كانت رائجة وما جعل علم الاجتماع أن يتحول إلى علم نقدي نظرا  للتغيرات التي مافتئت يعرفها المجتمع العربي و العالم ككل. وفي نفس الإطار أكد المشاركون أن المجتمع العربي على غرار باقي المجتمعات انتقل من عالم الواقع إلى الافتراض فنتج عنه طرح قضايا اجتماعية جديدة في البنية الاجتماعية العربية تحتاج إلى دراسات عميقة. وركز الدكاترة والأساتذة المتدخلون على أن شبكات التواصل الاجتماعي خدمت كثيرا علم الاجتماع في الوطن العربي.