نشرت france 24  في نسختها الفرنسية تقريرا حول الوضع في ليبيا قالت فيه أن الوضع السياسي لا يزال جامدا، بينما على الصعيد العسكري، يواصل المشير خليفة حفتر عرض قوّته. مشيرة إلى إعلان الأمم المتحدة يوم 28 فبراير، على اتفاق جديد بين القوى المتنافسة في ليبيا على الانتخابات.

وقال التقرير المعنون بـ(ليبيا، حفتر يقدّم بيادقه بسرعة) أنّ "الإعلان ينضح بجو من النمطية. يوم الخميس، 28 فبراير، رحبت الأمم المتحدة باتفاق جديد حول الحاجة إلى إجراء انتخابات بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية، فايز السراج، ومنافسه، المشير خليفة حفتر، رجل قوي من شرق ليبيا. ويمكن أن يظهر هذا الاتفاق كتقدم ملموس في البلد يكافح، منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، لإيجاد السلام. لكن في الواقع لا يزال الوضع غير مؤكد، كما يميل إلى إظهار واقع أنه لم يتم الإعلان عن أي جدول زمني لعقد هذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية بعد الاجتماع الذي تم تنظيمه في دولة الإمارات العربية المتحدة"


** ليبيا لا تزال مشلولة بسبب الانقسامات السياسية:

وأضافت france 24 الفرنسية أنّه "في العام الماضي، في القمة التي نظمها الرئيس إيمانويل ماكرون في 29 مايو في باريس، التزمت الأطراف الرئيسية في الأزمة السياسية الليبية بالفعل بإجراء انتخابات عامة، وحتى الموافقة على تنظيمها قبل 10 ديسمبر 2018".

وتابع التقرير قائلا: "وعد وجدول الأعمال الذين ثبت أنه لا يمكن تحقيقهما عنها بسبب الفوضى والعنف على الأرض. ناهيك عن التأخير في تبني القوانين الانتخابية الأساسية، التي سببها الانسداد السياسي، الأمر الذي أثار غضب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة.  هذا الأخير، وبدعم من المجتمع الدولي، يكافح منذ عدة أشهر لتنظيم مؤتمر وطني في ليبيا، ولكن حتى الآن من دون جدوى. بين قمة باريس واجتماع أبو ظبي، تسعة أشهر مرت، تتخللها مؤتمر حول ليبيا الذي عقد في نوفمبر من الحكومة الإيطالية في صقلية، الذي قاطعه المشير خليفة حفتر والذي أدى إلى فشل جديد".

 وقال التقرير أنّه "من جهة نظر سياسية ظلت الحالة المجمدة: ليبيا لا تزال ممزقة بين قوتين متنافستين، أولا حكومة الوفاق الوطني (مقرها في طرابلس) الناتجة عن عملية الأمم المتحدة ومعترف بها من قبل المجتمع الدولي، والأخرى هي الحكومة والبرلمان الموازي في الشرق، المدعوم من الجيش الوطني الليبي، الذي أعلن نفسه من قبل المشير خليفة حفتر. لكن عسكريا، تغير الوضع" بحسب تعبيره.


** حفتر يسعى للاستفادة من مكاسبه العسكرية:

وأضافت france 24 أنّ "خليفة حفتر قد تقدمت بشكل كبير بيادق من خلال حملاته العسكرية، التي مكنتها من تعزيز مكانتها في التفاوض مع السراج فايز الضعيف جدا والذي يحكم فقط في ربع ليبيا. ويأتي إعلان الأمم المتحدة في وقت أصبح فيه الجيش الوطني الليبي أقوى من أي وقت مضى منذ أن بدأ عملية في منتصف يناير للقضاء على "الجماعات الإرهابية والإجرامية" في الجنوب الغربي للبلاد، وهي منطقة صحراوية شاسعة تطل على الجزائر والنيجر وتشاد والسودان"

وتابع التقرير بالقول: "حصل خليفة حفتر على تحالف مع القبائل المحلية وسيطر دون قتال على مدينة سبها، عاصمة هذه المنطقة، فضلا عن حقل النفط الشرارة، واحد من أكبر الحقول في ليبيا. 21و فبراير سقط بيد الجيش الليبي حقل نفطي مهم في الجنوب، حقل الفيل، في بلد حيث مداخيل الذهب الأسود تمصل أكثر من 95٪ من إيراداته. خلال شهر يونيو 2018، كان الجيش الليبي قد أعلن "السيطرة الكاملة" على المنطقة المعروفة باسم "نفط الهلال" في شمال شرق البلاد التي يتم منها توجيه النفط الليبي إلى الخارج".

واختتمت france 24 تقريرها بالإشارة إلى أنّ "قوات المشير، التي تتمركز في بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا، وبرقة، سيطروا أيضا خلال الشهر نفسه، على درنة، معقل الاسلاميين المتطرفين والمدينة الوحيدة في المنطقة الشرقية التي كانت خارجة عن ادارتهم".

مضيفةً أنّ "هدف المشير، الضابط السابق في الجيش الليبي الذي انشق في أواخر الثمانينات، مضاعف: للاستفادة سياسيا من مكاسبه الإقليمية واستراتيجيته العسكرية لإضعاف حكومة الوفاق الوطني حتى يحشر في منطقة طرابلس، ومن ناحية أخرى، حتى يبدو للغرب ولجيران بلاده المباشرين بأنه الضمان الوحيد للاستقرار، كونه اللاعب الرئيسي ضد الإرهاب الجهادي في المنطقة". على حدّ قولها.