تعيش ليبيا هذه الأيام على إيقاع الذكرى الـ50 لثورة الفاتح من سبتمبر، التي أطاح فيها العقيد معمر القّافي بالملك السنوسي.

فمن هو قائد هذه الثّورة وما هي أبرز محطات حياته؟ 


معمّر القذّافي في سطور:
 
 1-هو معمر محمد عبد السلام بن أحميد أبو منيار بن أحميد بن نايل القُحصي القذافي، من قبيلة القذاذفة. 

2-ولد في أسرة محافظة بدوية في 7 يونيو 1942 بالقرب من (شعبة الكراعية) في وادي جارف جنوب سرت

3-أرسله والده إلى بلدة سرت حيث أكمل الإبتدائية عام 1956 م، ثم انتقل إلى مدينة سبها في الجنوب.

4-شهد ونشأ القذافي أحداثا هامة هزت العالم العربي، بما في ذلك الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، والثورة المصرية عام 1952، وأزمة السويس في العام 1956، وتأسيس اتحاد قصير الأجل ألا وهي الجمهورية العربية المتحدة بين عامي 1958 و1961. صب القذافي إهتماماً ونشاطاً ملحوظاً في المجالات السياسية والتغييرات التي يجرى تنفيذها في جمهورية مصر العربية، تحت زعامة جمال عبد الناصر خلال رئاسته للإتحاد الإشتراكي العربي، الذي صعد إلى السلطة في عام 1956. من خلال دعوة القومية العربية، حيث دأب عبد الناصر إلى الكثير من المشاورات والإجتماعات من أجل الوحدة في الوطن العربي، ورفض الإستعمار الغربي، والإستعمار الجديد، والصهيونية، والإنتقال من الرأسمالية إلى الإشتراكية. مثل هذه الأفكار استوحاها القذافي وتأثر بها، وكان يرى في عبد الناصر البطل القومي. 

5-أصبح القذافي زعيماً طلابياً في ال14 من عمره. وساعد في تنظيم مظاهرات ضد تفكك الوحدة بين مصر وسوريا وتوزيع ملصقات تنتقد النظام الملكي.

6-وصل هذا النشاط إلى مسمع وانتباه السلطات، ليطرد من المدرسة في عام 1961 وأمرت أسرته بمغادرة مدينة سبها. 

7-انتقل القذافي إلى مصراتة، حيث أنهى بها دراسته الثانوية مع محافظته واهتمامه بالنشاط القومي العربي.

8-رفض القذافي الإنضمام إلى أي من الأحزاب السياسية المحظورة المنتشرة في المدينة - بما في ذلك حركة القوميين العرب، وحزب البعث العربي الإشتراكي (الفرع الليبي) والإخوان المسلمين وأيضا كان ممن يرفضون الطائفية.

9-قرأ القذافي كثيراً حول مواضيع ناصر والثورة الفرنسية عام 1789، وكذلك أعمال المنظر السياسي السوري ميشيل عفلق، والسير الذاتية لإبراهام لنكولن، ومصطفى كمال أتاتورك وتأثر كثيراً بسيرة عمر المختار، الذي يعتبره الشعب الليبي بطلاً قومياً وزعيماً روحياً.

10-قرر القذافي دراسة التاريخ في الجامعة الليبية في بنغازي لكن سرعان ما ترك الجامعة لينضم إلى الجيش. 

11-في سنة 1963 بدأ التدريب في الأكاديمية العسكرية الملكية، في بنغازي، مع العديد من الأصدقاء من مصراتة الذين شاركوا آرائه السياسية. وقد كانت القوات المسلحة تمثل الفرصة الجيدة للحراك الاجتماعي الصاعد لليبيين بما فيهم معمر القذافي، وكان جليا أداةً للتغيير السياسي، لإمكانية إسقاط النظام الملكي المطلق للملك إدريس. مع مجموعة من كوادر موالية له.

12-أسس القذافي في عام 1964 اللجنة المركزية لحركة الضباط الأحرار، التي سميت تَيَمُناً بالمجموعة المصرية التي تأسست في 1949 من قبل ناصر، وتكريس أنفسهم لقضية الثورية.

13-التقى عدد من الضباط بقيادة القذافي، سراً، وقدموا رواتبهم في صندوق واحد لتمويل الحركة.

14-سافر القذافي حول ليبيا قدر إمكانه لجمع المعلومات الإستخبارية وتطوير الاتصالات مع المتجاوبين مع قضيته، ولم يلفت كثيرا إهتمام  أجهزة الإستخبارات التابعة للحكومة التي نظرت إليه كتهديد صغير نظراً لخلفيته المحدودة والفقيرة. 

15-تخرج القذافي في أغسطس عام 1965، وعين ضابطاً في وحدة الاتصالات في الجيش الليبي.


16-في أبريل 1966، ابتعث إلى المملكة المتحدة للمزيد من التدريب، ومكث ما يزيد على تسعة أشهر بما فيها دورة في اللغة الإنجليزية في بيكونزفيلد، باكينجهامشير، ودورة للإتصالات في سلاح الجو الملكي في بوفينجتون كامب، في مقاطعة دورست ودورة تدريب المشاة في هايث، كينت. 

17-كتب مدير الدورة بوفينجتون كامب، تقريراً مشيراً إلى أن القذافي نجح في تعلم اللغة الإنجليزية، وكانت القراءة وكرة القدم هواياته المفضلة، وكان مرحاً دائماً، يعمل بجد، وبضمير.

18-كره القذافي فترة مكوثه في إنكلترا، مدعياً أن ضباط الجيش البريطاني يهينونه ولم يفقد القذافي هويته العربية في لندن، حيث حرص على ارتداء الجرد الليبي التقليدي أثناء تنقله في شوارع بيكاديللي منوهاً أن إنجلترا كانت أكثر تقدماً وتطوراً من ليبيا، وعاد إلى الوطن أكثر ثقة من ذي قبل.

19-في منتصف عام 1969، سافر الملك إدريس السنوسي،  إلى الخارج لقضاء  إجازة الصيف في تركيا واليونان، وقد رأى الضباط الأحرار والقذافي في ذلك فرصتهم  لتحديد موعد إسقاط النظام الملكي، وبدء عملية القدس.

20-وفي 1 سبتمبر 1969 سيطرت حركة الضباط الوحدويون الأحرار على المطارات ومستودعات الشرطة، ومحطات الإذاعة والمكاتب الحكومية في طرابلس وبنغازي. سيطر القذافي على ثكنة البركة في بنغازي، في حين احتل البقية في طرابلس الثكنات وعلى البطاريات المضادة للطائرات في المدينة. تم إرسال الخويلدي الحميدي لاعتقال ولي العهد السيد حسن الرضا المهدي السنوسي، الذي لم يُبد أية مقاومة، ولم يستعمل العنف إلا قليلاً.

بعد إلغاء النظام الملكي ، أعلن القذافي الجمهورية العربية الليبية مخاطباً الجماهير عن طريق الإذاعة، أعلن نهاية النظام الملكي. ونظراً لطبيعة العملية غير الدموي ، وصفت بالثورة البيضاء، وتم تغيير اسمها فيما بعد إلى ثورة الفاتح. واعتبر القذافي أن ماقام به الضباط الأحرار ما هي إلا ثورة، بمناسبة بدء التغيير في الطبيعة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في ليبيا. وأعلن أن الثورة تعني حرية، اشتراكية، وحدة وطنية، وعلى مدى السنوات القادمة أجريت التدابير لتحقيقه وتنفيذه.