في وقت يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للمرحاض، الذي يصادف 19 نوفمبر/ تشرين ثاني من كل عام، للفت النظر إلى أولئك الذين يفتقرون إلى المراحيض، ما زال الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء أفريقيا يقضون حاجتهم في العراء.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال "ديميديم ناه"، القائم بأعمال مدير الصحة البيئية والصرف الصحي في وزارة الحكم المحلي والتنمية الريفية في غانا، إن "15% فقط من سكان غانا البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة تتوفر لهم مراحيض صحية".

وأضاف: "20% من الأسر، تقضي حاجتها في العراء، و30% يستخدمون المراحيض المشتركة".

وتابع المسؤول: "المراحيض المشتركة، التي تشمل المراحيض العامة والمراحيض في المجمعات السكنية، ليست صحية"، مضيفا "في مثل هذه الحالات(استخدام المراحيض المشتركة)، ثمة خطر على النظافة الصحية".

ومضى قائلا: "اعتقد أن البلاد لن تكون قادرة على تحقيق هدف توفير المراحيض الصحية لنحو 54% من السكان بحلول عام 2015(من ضمن الأهداف الإنمائية للألفية".

ومضى قائلا: "لقد حددنا لأنفسنا أهدافا، ونعتقد أنه على الرغم من أننا لن نحقق الأهداف الإنمائية للألفية التابعة للأمم المتحدة، نأمل في إحراز بعض التقدم المتواضع بنحو 25%".

وأعرب عن أمله في أن "تنجح حكومة بلاده في توفير حوالي 20 ألف من المرافق المنزلية بحلول عام 2015 في إطار برنامج التجديد الحضري الوطني".

وفي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام تحتفل دول العالم باليوم العالمي للمرحاض، ويستغل نشطاء هذا الحدث لزيادة الوعي بشأن الأشخاص الذين لا تتوفر لهم المراحيض الصحية.

وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن نحو 2.5 مليار شخص حول العالم لا يملكون مراحيض ملائمة، بينما يتغوط مليار شخص في العراء.

وفي نيجيريا، الدولة الأفريقية الاكثر ازدحاما بالسكان، لا يستطيع ما يقرب من 119 مليون شخص الحصول على مراحيض صحية.

وقالت "يونيسيف" في بيان أصدرته، اليوم الأربعاء في أبوجا، "هنا في نيجيريا، حوالي 119 مليون شخص لا يستخدمون مراحيض آمنة، يشملون 50 مليون شخص يتغوطون في العراء".

وأضافت: "تعد نيجيريا من بين أكبر خمس دول في العالم من حيث عدد السكان الذين يمارسون التغوط في العراء، ويزيد عددهم منذ عام 1990".

وحذرت "يونيسيف" من أن بطء التقدم في مجال الصرف الصحي، وممارسة التغوط في العراء المترسخة في نيجيريا، "تعرض الأطفال ومجتمعاتهم المحلية للخطر".

ولفتت الهيئة الأممية إلى أن "تقرير الأوبئة، الذي صدر مؤخرا، عن وزارة الصحة الاتحادية (في نيجيريا) أشار إلى تسجيل 34825 حالة إصابة بالكوليرا، مقابل 2882 حالة خلال نفس الفترة في عام 2013، بينما يموت سنويا، أكثر من 150 ألف طفل نيجيري من جراء الإصابة بالإسهال وحده، الذي تسببه الممارسات المرتبطة بمياه الشرب غير النظيفة والصرف الصحي غير الآمن".

وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال لينوس أوايت، السكرتير الدائم في وزارة الصحة النيجيرية إن الحكومة "كثفت حملاتها لتحسين الوصول إلى مراحيض لائقة"، مضيفا أن "الحكومة تتخذ التدابير، ومن بينها تشريعات مقترحة لحظر التغوط في العراء".

كما أعربت الحكومة النيجيرية عن التزامها بالقضاء على ممارسة التغوط في العراء بحلول عام 2025.

في زامبيا، وهي بلد غير ساحلي في جنوب أفريقيا، يفتقر ما يقرب من نصف السكان البالغ عددهم 15 مليون، إلى إمكانية الوصول للمراحيض.

وفي حديث لـ"الأناضول"، قالت فاتوماتا حيدرة، الممثل المحلي لمنظمة "وتر إيد" في زامبيا، وهي منظمة دولية غير حكومية، إن "ثمانية ملايين شخص لا يتوفر لديهم مراحيض أساسية لاستخدامها في زامبيا".

وقدرت حيدرة أن "أكثر من نصف الأطفال في زامبيا يفتقرون إلى المراحيض، ما يضر بصحة الأطفال، ويخلف إرثا دائما من المرض والفقر في كثير من الأحيان"، وأشارت إلى أن "78 ألف طفل لقوا حتفهم منذ عام 2000، بسبب عدم وجود مراحيض".

من جانبه، قال جون كالومبي، مدير مكتب الإحصاء المركزي في زامبيا، إن "أكثر من 25٪ من سكان المستوطنات الحضرية والمناطق ذات الدخل المنخفض وذات الكثافة العالية التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد، يفتقرون إلى المراحيض الصحية".

وأضاف كالومبي لـ"الأناضول" أن "الناس يجدون أنه أكثر ملاءمة بالنسبة لهم استخدام أكياس من البلاستيك، وخصوصا في الليل، لأن بعض المراحيض بعيدة عن المنازل".

واشتكى من أنه "في بعض الأماكن يُصعب نقص المساحة والتربة الضعيفة من بناء مراحيض".

وأوضح أن "المراحيض التي يفرط في استخدمها تجذب الحشرات، وخلال موسم الأمطار، تفيض مياه الصرف الصحي وتلوث الآبار، مما يسبب الأمراض التي تنقلها المياه مثل الإسهال والدوسنتاريا والكوليرا".

ولا يختلف الحال كثيرا في كينيا الواقعة في شرق أفريقيا، حيث يفتقر ما يقرب من 6 ملايين شخص إلى إمكانية الوصول المباشر إلى المراحيض.

وفي حديث لـ"الأناضول"، قالت كارول شيرمان، المدير المحلي لمنظمة "خطة دولية" في كينيا، وهي منظمة تنمية عالمية، إنهم "يضطرون إلى التبرز في العراء ليس فقط في الأحياء الفقيرة، ولكن أيضا في المناطق الريفية".

وعبرت عن أسفها "لأن الأحياء العشوائية في كينيا مكتظة بالكثير من الأشخاص الذين لا تتوفر لديهم مياه الشرب النظيفة ومرافق الصرف الصحي".

ويستخدم ملايين الكينيين ما يعرف عادة باسم "المراحيض الطائرة"، وهي عبارة عن أكياس للاستعمال مرة واحدة؛ يتغوط فيها الناس قبل رميها.

وأوضحت شيرمان: "ما يفعلونه هو التبرز في كيس ورقي ثم يقذفونه في الهواء بحيث يهبط بعيدا، غالبا في منزل شخص ما، وثمة حالات سقطت فيها المراحيض الطائرة على بعض الأشخاص".

وأشارت إلى أن منظمتها "تعمل مع السلطات الصحية الكينية لتغيير هذا النوع من السلوك".

أما في جنوب أفريقيا، تواجه الحكومة أزمة أيضا، حيث يفتقر 2.4 مليون أسرة إلى المرافق الصحية كافية، من بينهم 282 ألف أسرة لا تزال تعتمد على نظام الصرف الصحي بالدلاء، الذي يعتمد على وضع دلو أسفل مقعد المرحاض، يثم تفريغه بشكل دوري من قبل البلدية، حسب مراسل "الأناضول".

ومنذ أن بدأ برنامج القضاء على الدلاء في سبتمبر/ أيلول عام 2013، تمكنت وزارة المياه والصرف الصحي من القضاء على 14386 مراحيض بالدلو في البلاد، بينما تأمل الحكومة في القضاء تماما على نظام الدلاء، خلال السنة المالية 2015/16.

وفي سيراليون الواقعة في غرب أفريقيا، تقدر المنظمات غير الحكومية أن "حوالي 40% من السكان الذين يقدر عددهم بنحو 6 ملايين نسمة، يفتقرون إلى المياه النظيفة، بينما لا يستطيع 87٪ الوصول إلى المراحيض".

وفي "كرو باي"، وهو أحد الأحياء العشوائية الكبيرة في العاصمة فريتاون، يعتمد حوالي 3000 من السكان على مرحاضين فقط.

وفي ليبيريا المجاورة، تشير التقديرات إلى أن 83% من السكان البالغ عددهم 3.5 مليون نسمة، لا يستطيعون الوصول إلى المراحيض.

ومنذ عام 2000، سجلت البلاد 17.8 ألف حالة وفاة بين الأطفال بسبب الإسهال والأمراض التي تنقلها المياه بسبب عدم وجود مراحيض.

وفي جنوب السودان، أظهر مسح منزلي في عام 2010، أن 7.4% فقط من السكان يستخدمون مرافق صحية، في حين يتغوط 64% منهم في العراء، بينما يستخدم 28.6% من السكان، مراحيض فقيرة وغير صحية.

وفي تصريح لـ"الأناضول"، قال جون رومون، مدير الصحة الوقائية في وزارة الصحة في جنوب السودان: "نقوم بتعزيز الصحة والتعليم من خلال خلق الوعي بين السكان حول الممارسات الصحية والنظافة".

ويمثل الفقر التحدي الرئيسي، في مالاوي إحدى أفقر البلدان في العالم، حيث يعيش ما يقرب من نصف السكان تحت خط الفقر.

وفي حديث لـ"الأناضول"، قالت "تويتي مانخونديا" من منظمة "خطة مالاوي"، وهي منظمة دولية غير حكومية تدير عددا من برامج المياه والصرف الصحي والنظافة: "معظم السكان المحليين لا تتوفر لديهم المراحيض الصحية".

وأضافت: "ما يصل إلى حوالي 8% من سكان البلاد لا يزال يتبرزون في العراء، وهي ممارسة ترغب الحكومة في القضاء عليها بحلول عام 2015".

وتحاول الحكومة تعزيز "الترويج للصرف الصحي" كوسيلة للحد من عدد الأشخاص الذين يعيشون دون مراحيض، وتأمل أن يلعب القطاع الخاص المحلي دورا رئيسيا في إنتاج وتوفير منتجات وخدمات صرف صحي بأسعار معقولة، وخاصة المراحيض.

يذكر أن الأهداف الإنمائية للألفية تنطلق من إعلان الأمم المتحدة للألفية الذي تم توقيعه في سبتمبر 2000 ويُلزم الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، بمكافحة الفقر والجوع والأمراض والأمية والتمييز ضد المرأة، ووضع عدة أهداف لتحقيق تقدم في هذا الإطار، يجب تحقيقها بحلول 2015.