يٌصادف اليوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 ، حلول الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة وميثاقها التأسيسي. وتأتي هذه الذكرى في وقت يشهد العالم فيه اضطرابات كبيرة يزيد من تفاقها الأزمة الصحية العالمية غير مسبوقة بسبب جائحة كوفيد  19 التي لها عواقب اقتصادية واجتماعية شديدة.و قد جدد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في هذا اليوم دعوته لوقف إطلاق النار، وذلك لحشد الدفع الجماعي من أجل السلام والمصالحة.
و فيما يلي مجالات تدخل المنظمة:
صون السلم والأمن الدوليين
أُعطيت الأمم المتحدة عند إنشائها ، بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية ، ما اعتبره مؤسسوها في وقته أهم أهدافها: صون السلم والأمن الدوليين. ويدخل في أنشطة الأمم المتحدة في صون السلم والأمن الدوليين: منع النزاعات وصنع السلام وحفظ السلام وبناء السلام. وتتداخل هذه الأنشطة  وربما نفذت في وقت واحد ليكون لها بالغ الأثر. ومجلس الأمن هو جهاز الأمم المتحدة ذي المسؤولية الأساسية عن السلم والأمن الدوليين. وتضطلع الجمعية العامة والأمين العام بأدوار تكميلية مهمة ومحورية جنبا إلى جنب مع مكاتب الأمم المتحدة وهيئاتها الأخرى.
حماية حقوق الإنسان
ورد مصطلح "حقوق الإنسان" مرات سبع في الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة، مما يجعل تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها غرضا رئيسا ومبدأ توجيهيا أساسيا للمنظمة. وفي عام 1948، دخل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مجال القانون الدولي. ومذاك، لم تزل المنظمة تعمل عملا متفانيا على حماية حقوق الإنسان من خلال صكوك قانونية وأنشطة ميدانية.
إيصال الإغاثة الإنسانية
أحد مقاصد الأمم المتحدة التي نص عليها ميثاقها هو "تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية". وكان أول عمل للأمم المتحدة في هذا المقصد في أوروبا التي دمرتها الحرب العالمية الثانية وساعدت المنظمة في تعميرها بعد ذلك. ويعتمد المجتمع الدولي الآن على المنظمة في تنسيق عمليات الإغاثة الإنسانية نظرا لطبيعة الكوارث الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان مما يتطلب جهدا خارج قدرة السلطات الوطنية وخارج الجغرافيا الوطنية كذلك.
تعزيز التنمية المستدامة
منذ 1945، لم يزل "تحقيق التعاون في حل المشاكل العالمية ذات الأبعاد الإنسانية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وتعزيز احترام الحقوق الإنسانية والتشجيع على الحريات الأساسية للجميع دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين" ، فضلا عن تحسين رفاه الناس ، أحد المجالات التي تركز عليها الأمم المتحدة تركيزا شديدا. وتغير الفهم العالمي للتنمية بالفعل خلال السنتين الماضيتين، وعلى البلدان الآن الاتفاق على أن التنمية المستدامة، التنمية التي تعزز الازدهار والفرص الاقتصادي وزيادة الرفاه الاجتماعي وحماية البيئة ، توفر أفضل السبل لتحسين معايش الناس في كل مكان.
احترام القانون الدولي
نصت ديباجة ميثاق الأمم المتحدة على أن شعوب الأمم المتحدة آلت على أنفسها تبيان "الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي"،  ولذا لم يزل تطوير القانون الدولي واحترامه جزءا رئيسيا من عمل المنظمة. وتعمل المنظمة في مجال القانون الدولي من خلال المحاكم والمعاهدات متعددة الأطراف فضلا عن مجلس الأمن الذي له صلاحية نشر بعثات حفظ السلام وفرض العقوبات والإذن باستخدام القوة في حال تواجد تهديد للسلم والأمن الدوليين. وتنبع تلك الصلاحيات من ميثاق الأمم المتحدة الذي يعد بحد ذاته معاهدة دولية لها ما لصكوك القانون الدولي من قوة إعمال وإلزام على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ويقنن الميثاق المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية، ابتداء من السيادة المتساوية للدولة وانتهاء بتجريم استخدام القوة في العلاقات الدولية.