نجحت 3 منتخبات أفريقية حتى الان في بلوغ الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم في كرة القدم، وهي الكاميرون عام 1990 والسنغال عام 2002 وغانا عام 2010. وسيكون من الصعب على ممثلي القارة السمراء تحقيق أفضل من ذلك هذا العام في البرازيل، ولكن ساحل العاج تملك الكثير من المقومات للذهاب بعيداً.ولدى سؤاله عن حاجز الدور ربع النهائي صعب التخطي على ما يبدو بالنسبة للمنتخبات الأفريقية، تذكر مدرب الكونغو الفرنسي كلود لوروا بأنه كان بالإمكان تخطيه في مونديال جنوب أفريقيا عام 2010 لولا لمسة اليد المتعمدة للأوروغوياني لويس سواريز التي حرمت غانا من التواجد في المربع الذهبي.

واعتبر لوروا الذي درب غانا سابقا (2006-2008) إلى جانب الكاميرون (1985-1988 و1998) والسنغال (1989-1992) والكونغو الديموقراطية (2004-2006 و2011-2013)، أنه "كانت غانا قاب قوسين أو أدنى من التواجد في نصف النهائي، ولو تحقق ذلك لما تحدثنا عن لعنة الدور ربع النهائي."وأضاف: "في البرازيل، ستكون هناك 5 منتخبات سبق لها التواجد في مونديال جنوب أفريقيا، وبالتالي لا يجب الحديث عن قلة الخبرة لدى المنتخبات الأفريقية. وأعتقد أن المنتخبات الأفريقية الفرانكوفونية تملك الافضلية."

ومن بين هذه المنتخبات التي تملك أفضل الحظوظ للذهاب بعيداً في العرس العالمي في البرازيل، ساحل العاج بقيادة المدرب الفرنسي صبري لموشي. ويملك منتخب "الفيلة" بقيادة نجم مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي يايا توريه أفضل اللاعبين في العالم وفي مراكز مختلفة. فخط الدفاع لا يستهان به، فيما القوة الضاربة هي خط الهجوم بقيادة جرفينيو وسالومون كالو وديدييه دروغبا.وحذر لموشي لاعبيه من الآن بقوله: "إذا لم نتخط الدور الثاني فذلك سيكون فشلاً" وهو ما أكده المدافع الأيمن سيرج أورييه الذي قدم موسماً رائعاً مع تولوز بقوله لفرانس برس "نحن الأفضل في أفريقيا، ولكن طالما لم تترك بصمتك في التاريخ فإنك تبقى على الهامش."

وأضاف: "إذا سبق لمنتخبات الكاميرون والسنغال وغانا أن حققت مشواراً رائعاً في النهائيات، يجب أن ننجح نحن أيضاً في القيام بذلك. لن نعاني من أية ضغوطات، وفي كل الأحوال ستكون أقل من تلك المفروضة على بعض المنتخبات الأوروبية المطالبة بالفوز باللقب."
وبحسب لوروا فان الخطر الذي يواجهه العاجيون هو على الأرجح وللمفارقة في القرعة التي كانت سهلة نسبياً عليهم وللمرة الأولى، حيث أوقعتهم إلى جانب كولومبيا واليونان واليابان.
ذوأضاف: "يجب عدم السقوط في فخ التعالي والإفراط في الثقة. لقد سقطوا دائماً في مجموعات مستحيلة، وفي البرازيل، لدينا انطباع بأنهم من الآن في ثمن النهائي. يجب القول أن لديهم الكثير من اللاعبين الذين تألقوا هذا الموسم وأعتقد أنهم يملكون منتخباً باستطاعته إشعال البطولة."
وتابع قوله: "تخطى يايا كل ما يمكن أن نتصوره، فقد اكتسب خبرة رهيبة بإمكانه نقلها إلى زملائه. إنه بمثابة الشمس التي تسطع بأشعتها. أما بالنسبة لدروغبا، فهو يخوض المونديال الأخير في مسيرته الكروية وهو ذكي بما يكفي ليضع نفسه كلياً تحت تصرف المنتخب."
وبحسب الدولي الفرنسي السابق ديدييه سيكس، تملك الكاميرون بدورها الأسلحة اللازمة رغم المجموعة الصعبة التي أوقعتها القرعة فيها إلى جانب البرازيل المضيفة وكرواتيا والمكسيك، بدءاً من صامويل إيتو الذي "يبقى دائماً لاعباً ساحرا."
وأضاف مدرب توغو سابقاً في تصريح لوكالة فرانس برس: "من المهم جداً أن يكون لديك لاعب مثله في بطولة مثل المونديال."
وبالنسبة للوروا فإن الكاميرون "لديها بالفعل مؤهلات فنية كبيرة" مع "ترسانة مهمة من اللاعبين الجيدين، ولكن يجب وضع التضامن والمصلحة الجماعية فوق كل اعتبار، ووضع المصلحة الشخصية جانباً."
وبالنسبة لسيكس ولوروا، فإن الجزائر بقيادة مدربها الفرنسي - البوسني وحيد خليلوزيتش لديها فرصتها أيضاً رغم الضعف البسيط في خط الهجوم. وقال سيكس "وحيد ذكي وإذا نجح في إفهام بعض نجوم المنتخب الجزائري أن اللعب الجماعي هو الأساس بالدرجة الأولى، فبإمكانهم أن ينجحوا."
وأكد لوروا أن منتخب الجزائر صعب المراس بقيادة "مدرب يملك خبرة كبيرة. سيكون منتخباً قوياً ومن الصعب مواجهته."
أما بالنسبة لغانا التي أوقعتها القرعة في مجموعة الموت إلى جانب ألمانيا والبرتغال والولايات المتحدة، فإن التوقعات لا ترشحها للذهاب بعيداً.
ويعتقد لوروا أن "هناك فارقاً كبيراً في الأجيال بين لاعبين رائعين لكنهم في نهاية مسيرتهم الكروية، وآخرين شباب لم يؤكدوا علو كعبهم حتى الآن."
أما بالنسبة للنيجيريين أبطال القارة السمراء، فـ"بإمكانهم خلق المفاجأة" بحسب سيكس. وأضاف: "إنهم مقاتلون على غرار مدربهم ستيفن كيشي الذي يقوم بعمل جيد جداً"