أفردت مجلة فورين بوليسي الأميركية تقريرا مطولا تحت عنوان "ليبيا ولمحة الأمل الأخيرة"، مستهلة حديثها بالتأكيد على حقيقة تردي الأوضاع التي تشهدها البلاد، مع استمرار أعمال القتال في مطار طرابلس الدولي الذي يخضع لسيطرة المتطرفين، والذي هاجمه سلاح الجو الليبي الأسبوع الماضي.
وتابعت المجلة الأميركية بلفتها إلى استمرار وجود الفوضى في مراكز المدينة، وقيام محكمة البلاد العليا في وقت سابق من الشهر الماضي بحل البرلمان المعترف به دوليا في البلاد.
ما جعل المجلة تنساق إلى التأكيد على حقيقة غاية في الخطورة وهي أن ليبيا، التي تعتبر ساحة منذ عدة أشهر للمواجهات العسكرية والاقتتال السياسي، تقترب من نقطة اللاعودة.
وأضافت المجلة أنه في وسط كل هذه الفوضى، تواجه الآن الجمعية التأسيسية سلسلة من الضغوط من أجل التدخل في الصراع السياسي القائم، موضحة أن البلاد في ظل ما تعانيه من تدهور أمني وانقسامات غاية في الحدة لم يعد أمامها سوى خيارات محدودة.
وتكهنت المجلة بأن هناك سيناريوهين من الممكن أن تتشكل بموجبهما حكومة وحدة في ليبيا على نحو ناجح، وأن كلا السيناريوهين يرتبطان بمخاطر كبرى بالنسبة لمستقبل البلاد.
وقالت إن ليبيا ستتخلى بموجب السيناريو الأول عن العملية الديمقراطية تماما وستقوم بدلا من ذلك بمنح السلطة إلى هيئة غير منتخبة على غرار المجلس الوطني الانتقالي الذي تم تشكيله في العام 2011 بعد نجاح الثوار في الاطاحة بنظام القذافي.
وفي السيناريو الثاني، سيتعين على الجمعية التأسيسية الليبية أن تقوم بثمة دور سياسي وأن تصبح المشرع الجديد للبلاد، عقب وضع خارطة طريق انتقالية جديدة إلى أن تتم الموافقة على دستور جديد.
ونقلت المجلة في الأخير عن حسن السكران، رئيس لجنة الموارد الوطنية بالجمعية التأسيسية، قوله :" إذا لم يكن هناك خياراً آخر بالنسبة لليبيا، فسيكون لزاما علينا أن نسارع في تكثيف الجهود المبذولة من أجل تحمل المسؤولية الملقاة على كاهلنا من منطلق الواجب الوطني".