لم تعد محلات الألبسة الفاخرة في مدينة وهران غربي الجزائر، حكرا على الأثرياء، بل أضحى الفقراء ومتوسطو الدخل يزاحمونهم على شراء الملابس باهظة الثمن، تحضيرا لعيد الفطر.

حسين بورحيم، شاب في العقد الثالث من العمر، قال في حديث مع وكالة الأناضول "لا تكاد تجد أحيانا موطئ قدم بعد صلاة التراويح (قيام رمضان) أو مكانا تركن فيه السيارة، من فرط الأمواج البشرية التي غزت محلات الألبسة الفاخرة الكائنة وسط وهران (450 كلم غرب الجزائر العاصمة)". 

وتابع حسين "ما شدّ انتباهي فعلا هي تلك العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل التي باتت تتدفق على محلات الألبسة الفاخرة بغرض اقتناء كسوة العيد لأبنائها".

ومضى بالقول "مثل هذه العائلات لم تثنها الأثمان الباهظة للملابس عن إدخال البهجة على أطفالها، الذين يريدون أن يكونوا في أحلى حلة يوم عيد الفطر للتباهي أمام أقرانهم".

ومنذ أيام، تشهد المراكز التجارية الراقية ومحلات الألبسة الفاخرة المنتشرة عبر وهران، تدفق يومي من المشترين بعد الإفطار وحتى في الصبيحة من أجل اقتناء ملابس العيد، حيث بات التزاحم الميزة الطاغية على الشوارع التي تحتضن هذه المراكز والمحلات.

شارع العربي بن مهيدي النابض بالحركة تلتئم الجموع فيه يوميا بعد الإفطار، وقد أعدت تلك الجموع العدة لغزو المحلات باحثة عن أجود الماركات.

وذكرت حكيمة فؤاد، متسوقة، في حديث مع وكالة الأناضول، أنه "لا فرق بين ذوي الدخل المحدود وميسوري الحال، فالكل يتسوق ويتطلع لشراء ملابس وأغراض تلبي رغبة الأطفال الصغار، الذين باتوا أحيانا يفرضون على أوليائهم مواصفات المقتنيات مسبقا ويصرون عليها، غير مبالين بأثمانها".

وأمام "حمّى" التسوق التي اجتاحت العائلات في أواخر أيام شهر رمضان، زارت الأناضول بعض المحلات الفاخرة التي وضعت تخفيضات للسلع المعروضة لاستقطاب عدد هائل من الزبائن، إذ قال أحد التجار إن "العيد مناسبة مواتية لتحقيق أرباح مضاعفة عبر تقديم أسعار مغرية للملابس ذات الماركات العالمية".

وفي شارع "شوبو" التجاري، غربي مدينة وهران، والذي تحول في السنوات الأخيرة إلى مكان يقصده طالبو الأناقة من الجنسين لما يتوفر عليه من مراكز ومحلات للزينة والمجوهرات، صار طريقه الرئيس أكثر اختناقا من وسط المدينة، نظرا للتدفق الهائل من الراغبين في اقتناء ملابس جديدة للعيد، إذ تزدحم مراكز التسوق بالعائلات الميسورة والفقيرة على حدّ سواء.

وقالت مريم إبراهيم (آنسة) إنها وقفت على "مشهد غريب لسيدة متوسطة الدخل اقتنت حلة لرضيعها بـ8000 دينار جزائري (100 دولار)".وهو ما دفع أحد الباعة المتجولين إلى التعليق مازحا "كل من يقصد شارع شوبو ليس بفقير".