تستعد فرنسا لمواجهة ثاني موجة حر هذا الصيف وسط توقعات بارتفاع مستوى التلوث مرة أخرى وهو ما دفع مدينة مارسيليا إلى فرض قيود سرعة جديدة على السفن القادمة إلى مرساها في جهود لخفض الانبعاثات الضارة.

وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية في تقرير على موقعها الإلكتروني، أمس الأحد، أن سفن الرحلات البحرية السياحية تُصدر تلوث ثاني أكسيد النيتروجين في المدينة أكثر من السيارات، حسب استطلاع حديث أجرته منظمة متعاونة مع الحكومة الفرنسية لمراقبة جودة الهواء.

وأشارت الصحيفة إلى أن مارسيليا خفضت قيود السرعة للسفن التي تدخل الميناء من 10 إلى 8 عُقد في الساعة، وهو ما قال عنه رئيس سلطة ميناء مارسيليا جين مارك فورنيري إن "تخفيض السرعة القصوى للسفن عقدتين داخل حدود مارسيليا معادل لتخفيض التلوث النابع منها بمقدار الثلث"، لكن فورنيري اعترف أيضا أنه فعليا سيكون من الصعب قياس أثر خفض السرعة القصوى للسفن على البيئة.

ولفتت الصحيفة أنه لهذا السبب فإن مارسيليا، ثاني أكبر المدن الفرنسية، تستثمر 20 مليون يورو في خطة لتزويد كل السفن بتوصيلات كهربائية من الرصيف حتى لا تستمر في تشغيل محركاتها أثناء الرسو لتزويد داخل السفينة نفسها بالكهرباء.

وأوضحت الصحيفة أن مئات من الرحلات البحرية السياحية تزور مارسيليا كل عام حاملة على متنها 1.7 مليون راكب مقارنة بـ19 ألف راكب فقط في 1996، وهو ما يعني الزيادة الهائلة والمستمرة في التنامي في زوار مارسيليا من الرحلات البحرية السياحية في البحر المتوسط.

ونوهت الصحيفة أن موجات الحرارة ترفع من مستوى تلوث الجو لأن سطوع الشمس الشديد ينتج عنه مستويات أعلى مُركب الأوزون الذي يعد من الملوثات؛ حيث يقول العلماء إن هناك علاقة مباشرة بين درجات الحرارة المرتفعة ومشاكل الجهاز التنفسي.

جدير بالذكر أن فرنسا شهدت الشهر الماضي موجة حر بلغت ذروتها في بلدة جنوبية وصلت فيها درجة الحرارة إلى 46 درجة مئوية، ومن المزمع أن تشهد فرنسا هذا الأسبوع موجة حارة لن تقل فيها درجات الحرارة عن 40 درجة مئوية.