كشفت صحيفة "ستاندرد ديجيتال" الكينية عن أن فرار التجار المسلمين من الهجمات التي تشنها عليهم الميليشيات المسلحة في جمهورية افريقيا الوسطى دفع بالأسواق الغذائية هناك صوب حافة الانهيار، الأمر الذي جاء ليهدد بتعميق الأزمة الحاصلة هناك.

وأشارت تقديرات خاصة بالأمم المتحدة إلى أن 1.3 مليون شخص، أي أكثر من ربع السكان هناك، في حاجة ماسة بالفعل لمساعدات غذائية عاجلة بعد أشهر من العنف الطائفي، الذي لم تتمكن قوات حفظ السلام الفرنسية والإفريقية من وضع حد له حتى الآن.وكانت البلاد، التي تعاني في الأساس من الفقر، قد دخلت في موجة من الفوضى والاضطرابات عقب استيلاء متمردي سيليكا، وأغلبهم مسلمين، على السلطة في مارس الماضي.

غير أن عمليات السرقة، الاغتصاب والقتل قد تسببت في تزايد الضغوط الدولية، وهو ما دفع زعيم متمردي سيليكا، ميشال دجوتوديا، للتقدم باستقالته خلال الشهر الماضي.كما لاذ عشرات الآلاف من المواطنين المسلمين المذعورين بالفرار من العاصمة، بانغي، خلال الأشهر الأخيرة، وتبين أن كثيرين منهم كانوا يعملون في النشاط التجاري مع بعض من دول الجوار، وسبق أن كان لهم دور كبير في تزويد المدينة التي يقطنها 800 ألف شخص بمواد أساسية مثل السكر، الدقيق، الوقود والصابون.

وقالت الصحيفة إنه في سوق مثل سوق بيتيفو، القريب من ضفاف نهر أوبانغي في جنوب المدينة، تقف العشرات من الأكشاك المتربة خاوية على عروشها، كما تندر اللحوم هناك، منذ فرار التجار المسلمين الذين يتحكمون في استيراد الماشية من تشاد. ولا تتوافر هناك الآن سوى مقادير صغيرة من لحوم الخنازير التي تتم تربيتها محلياً.ونقلت الصحيفة عن مواطنة تدعي ناديغي كودو قولها "نشعر بقلق بالغ لأنه إذا استمرت تلك النواقص لمدة طويلة، فلن يتبقى شيء بالسوق، وسيموت كثيرون من الجوع".