تشكل جماعة فجر ليبيا رأس حربة في خارطة الجماعات المسلحة بالبلاد، إذ اكتسبت قوة خلال الأشهر الأخيرة بسبب شنها هجمات استهدفت منشآت حيوية، لكن تصنيف فجر ليبيا على قائمة الإرهاب لم يكن فقط لارتباطها بجماعة أنصار الشريعة "الإرهابية"، وإنما لتعاونها أيضا مع تنظيم الدولة، بحسب خبير في الشؤون الأمنية في ليبيا.

وأوضح عمر عموش، أن التعاون بين فجر ليبيا وتنظيم الدولة يعود إلى تحالفها أولا مع أنصار الشريعة، وأضاف أن "العمل المشترك بينهما بدأ بخطف السفير الأردني لدى ليبيا فواز العيطان، قبل تشكل فجر ليبيا رسميا".

وأضاف لـسكاي نيوز عربية: "كانت كتيبة الفاروق التابعة لأنصار الشريعة تقوم بتجنيد الشباب في مصراتة وترسلهم للقتال في صفوف تنظيم الدولة بالعراق وسوريا، مما أثار حفيظة أهالي المدينة ودفعهم إلى طردهم، ليتوجهوا لاحقا إلى سرت ويبدأ تحالفهم الفعلي مع فجر ليبيا".

وأوضح عموش أن فجر ليبيا "أرادت قتال حرس المنشآت النفطية لفرض سيطرتها على منشأة الهلال النفطي في سرت، وأرادت دخول المدينة بمساعدة قبائل مثل القذاذفة والفرجان، التي رفضت بدورها مساعدتها، وهنا لجأت فجر ليبيا إلى أنصار الشريعة التي كانت تسيطر على المدينة".

وأشار الباحث بالشؤون الليبية إلى أن التحالف بين الجماعتين المسلحتين بدأ بشروط معينة، إذ وافقت أنصار الشريعة على القتال جنبا إلى جنب مع فجر ليبيا، في مقابل أن توافق الأخيرة على العمل تحت راية أنصار الشريعة.

وعن أسباب التحالف، قال عموش إن "فجر ليبيا فشلت في الانتخابات والوصول إلى سدة الحكم سياسيا، لذا لجأت إلى الخيار العسكري المتمثل بهذا التحالف لفرض سيطرتها".

وتابع: "محاربة عدو مشترك بنظر فجر ليبيا وأنصار الشريعة، المتمثل بحرس المنشآت النفطية التابع للجيش الليبي، بالإضافة إلى توسيع نطاق سيطرة أنصار الشريعة شكلت عناصر أساسية في هذا التحالف".

وأضاف: "أنصار الشريعة أحكمت سيطرتها على سرت وصبراتة، في المقابل، نجحت قيادات من جماعة فجر ليبيا تابعة للجماعة الليبية المقاتلة التي قادها عبد الحكيم بلحاج الذي يعد بمثابة الحاكم الفعلي لطرابلس، بفرض سيطرتها على ميناء طرابلس وقاعدة معتيقة".

كما تحاول أنصار الشريعة تأسيس قاعدة لها في مدينة الخمس الساحلية شرقي طرابلس، بعد أن خسرت معركتها في بنغازي وهروب بعض قادتها من هناك.

يشار إلى أن أول أفرع أنصار الشريعة في درنة قام "بمبايعة علنية" لتنظيم الدولة في العراق والشام، بينما شهد الشهر الماضي مبايعة أخرى لداعش في طرابلس.

واعتبر عموش أن العلاقة بين فجر ليبيا وأنصار الشريعة وداعش تقوم بشكل رئيسي على تبادل المصالح المادية، قائلا: "أبو بكر البغدادي، قائد تنظيم الدولة، أعلن مباركته لإنشاء فرع في ليبيا، وهو من أغنى فروع داعش في العالم لأن الأموال التي سرقتها هذه التنظيمات من 4 مصارف في سرت وصلت إلى حوالي 60 مليون تنوعت عملتها بين يورو ودولار ودينار ليبي".

وتابع: "أخذت أنصار الشريعة جزءا من هذا المبلغ في سرت ثم تم تهريب الباقي عبر ميناء مصراتة إلى داعش في سوريا".

*سكاي نيوز عربية