أعلن مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي ألكسندر غروشكو أن الناتو لن يشن عمليات عسكرية كبيرة في دول شمال إفريقيا بسبب إرهاق دول الغرب والحلف نفسه.

وقال غروشكو في حديث لقناة "روسيا 24" الجمعة 11 سبتمبر/أيلول: "من الواضح للناتو بما فيه الكفاية، ومن أفواه ممثليه، أنه لن يتعامل كمنظمة مع هذه المسائل. وقد حددت المنظمة بدقة دورها إزاء الوضع شمال إفريقيا".

وأضاف "في اليوم الراهن، يتمحور دور الناتو فيما يسمى بـ حماية تركيا من تهديدات باليستية محتملة من الجانب السوري. واختار الناتو إزاء دول منطقة الشرق الأوسط سياسة واستراتيجية المساهمة في بناء قدرات دفاعية ذاتية تسمح لهذه الدول بالتعامل مع التهديدات".

وتابع موضحا أن "برامج تأهيل العسكريين تُنفذ في الأردن وتونس والعراق. كما أعلن الناتو أنه من الممكن تنفيذ مشروع مماثل في ليبيا. واليوم تقبع هذه الدولة في وضع يستثني تقديم أي مساهمات كانت لأنها لا تمتلك عناوينا للحصول عليها".

واستطرد المندوب الروسي قائلا: "الناتو يفهم جيدا أن التدخل العسكري الصارخ لن يعطي نتائجا. ومن الواضح اليوم أن المجتمع الدولي والمنظمة نفسها تعاني التعب من العمليات (العسكرية) الكبيرة. لذا لا يوجد لدى الناتو أي شهية للتدخل في الوضع شمال إفريقيا، حسبما أشعر وأفهم من اتصالاتي مع زملائي في الحلف".

عدا عن ذلك، أكد غروشكو أنه "لا أحد مهتم بأن يستمر الوضع سوء، وهنا ليس (الحديث عن) الوضع في سوريا (فحسب) بل والفوضى في الهيئات الحكومية على مساحات واسعة شمال إفريقيا وسوريا والعراق، لذا، وبأي حال، فإن توحيدا معينا لجهود المجتمع الدولي يعتبر حتمية مطلقة".

ونوه المندوب بأنه "يزداد في دول أوروبا الغربية فهم أن الوضع في الشرق الأوسط هو نتيجة أفعال حلفاء الولايات المتحدة، والعملية في ليبيا والحرب في العراق، والتي أدت الى أن المنطقة اليوم باتت ملاذا للإرهابيين والمتطرفين من كل الأطياف، ولاتزال هناك فرص لإنشاء أساس متين أكثر لمحاربة الإرهاب ويجب استغلالها".