تنطلق غداً ، أول أيام عيد الأضحى المبارك ، الحملة الانتخابية البرلمانية في تونس وتتواصل ثلاثة أسابيع ليكون التصويت يوم السادس والعشرين من الشهر الحالي ٠

وستشارك في هذه الانتخابات البرلمانية الاولى بعد ثورة تونس 1326 قائمة انتخابية في 33 دائرة انتخابية ستتنافس على 217 مقعدا يضمها البرلمان التونسي الجديد

ويتوقع أن تكون الانتخابات ساخنة نتيجة العدد الكبير للقائمات في كل دائرة والذي يتراوح بين عشرين وستين قائمة ، وهو ما سيشتت أصوات الناخبين بينها ويعسر فوز حزب بالأغلبية المطلقة ٠

ويأتي انطلاق الحملة الانتخابية في أجواء غير مريحة اذ تتزامن مع أيام عطلة العيد واهتمام التونسيين بهذا الحدث الديني الهام ، كما تأتي الحملة وقد عكر الحديث عن التدليس والتزوير في الرئاسية فرحتهم بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة تقطع مع المحطات الانتخابية الصورية التي كانت تعيشها البلاد قبل الثورة ٠

وتنطلق الحملة الانتخابية وسط توجس عام من عمليات ارهابية مفاجئة تحاول عرقلة المسار الانتخابي والبناء الديمقراطي رغم تطمينات وزارة الداخلية بأن كل شيء تحت السيطرة ورغم النجاحات المتواصلة للأجهزة الأمنية والعسكرية في حربها ضد الإرهاب

بوابة افريقيا الإخبارية استفتت آراء عدد من الإعلاميين والمحللين السياسيين حول توقعاتهم لأجواء الانتخابات القادمة وما يمكن أن تعيشه من احداث خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة

يقول الإعلامي والمحلل السياسي نورالدين مباركي ، " اجتماعيا  تزامن انطلاق الحملة الانتخابية التشريعية مع عطلة عيد الاضحى  سيجعلها دون اهتمام ومتابعة من المواطنين ، وربما ايضا ستضطر الأحزاب السياسية  و القائمات المترشحة لتأجيل انطلاق حملاتها الى ما بعد العطلة .

تدني ثقة المواطن

أما من الناحية السياسية  تنطبق الحملة  في مناخ  أهم عناصره  تدني  ثقة المواطن في  المترشحين  بسبب ما رافق عمليات الترشح من خلافات و انسحابات من الاحزاب السياسية  على خلفية  رئاسة قائمة انتخابية ، هذا الى جانب العدد المرتفع للقائمات المترشحة ، وهو ا عطى انطباعا ان الهدف هو تحقيق الأهداف الذاتية  بعيدا عن المصلحة العامة .

ايضا ما رافق الترشح للانتخابات الرئاسية  " مهازل " وتجاوزات في التزكيات وصلت الى حد الغش و التزوير ، كلها عوامل تدفع  ان انطلاق هذه الحملة  ستكون فاقدة للحماس و الجاذبية التي عرفتها في انتخابات 23 أكتوبر 20011.

 وربما ما يثير القلق ايضا أن هذه الحملة تنطلق ايضا في ظل تهديدات أمنية حقيقية ( تصريحات وزير الداخلية و القيادات الأمنية) ، و عندما نتحدث عن الخطر الأمني  نتحدث عنه من منطلق أنه خطر حقيقي  عاشته البلاد و مازالت  تحت سحابته " 

دعاية قوية 

ويرى الإعلامي والباحث في علوم الاتصال والإعلام خالد الحداد أن هناك مناخ تنافس حقيقي  بين الاحزاب الكبرى في التشريعية وعدد من المترشحين الجديين للرئاسية ، وسنرى دعاية انتخابيّة شديدة وقوية والامل في ان لا ينزلق المشهد الى حرب الملفات القذرة او استهداف المعطيات الشخصية وايضاً الامل في أن يبتعد المترشحون والأحزاب عن منطق الشيطنة والاستقطاب الأيدولوجي لان ذلك قد يكون له انعكاس على مستقبل الحياة السياسية وخاصة على مؤسسات الحكم بعد الانتخابات، بمعنى أن استقرار الاوضاع بعد الانتخابات سيبقى رهين امتلاك الاحزاب وألمترشحين لرؤى واضحة تُغلّب المعطى الوطني الذي يتّسم بكثافة التحديات والصعوبات على ما عاداه من المعطيات الحزبيّة او الشخصية الضيّقة .

ويرى الحداد ان انجرار السباق الانتخابي الى الاحتقان والفوضى والشيطنة والاتهامات المتبادلة لن يُفضي الى الاستقرار الذي يتطلب التوافق والتحالفات الواسعة وضمان وحدة وطنيّة صماء.