تشهد الحرب الأهلية المتسارعة في ليبيا ضربات جوية هي الأولى من نوعها على مصراتة، ثالث أكبر مدينة ليبية، وذلك، منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي قبل ثلاث سنوات.

فقد أطلقت طائرات تابعة لسلاح الجنرال خليفة حفتر، وهو شخصية معروفة خلال الثورة الليبية، الصواريخ صباح الأحد على مطار المدينة الدولي، نصف ساعة فقط قبل انطلاق رحلة تابعة للخطوط الجوية التركية كان مقررا أن تغادر إلى اسطنبول. هذا ولم ترد أية تقارير تتحدث عن إصابات.

كما هاجمت طائرات القوات الجوية الليبية أكبر مصنع للحديد في البلاد وأغارت على أكاديمية القوات الجوية القريبة من المطار، وكلاهما تحت سيطرة القوى الإسلامية. "كان الهجوم مفاجئا، حيث لم نتوقع حدوثه"، يقول متحدث باسم إدارة المطار، مضيفا أن طائرة الخطوط الجوية التركية كانت  تستعد للإقلاع من على مدرج المطار عندما وقع الهجوم بالصواريخ.

منذ شهر مايو ومصراتة تشكل قاعدة رئيسية لتحالف فجر ليبيا، وهي مجموعة ميليشيات إسلامية سيطرت على غرب البلاد ودفعت بالحكومة المدعومة من الغرب خارج طرابلس وأجبرتها على إقامة مقرها شرق مدينة طبرق، على بعد 870 ميلا من العاصمة.

ويحاول تحالف فجر ليبيا السيطرة على احتياطيات النفط الضخمة في ليبيا، لكنه يواجه قوات الجنرال حفتر المتحالف مع الحكومة والذي دأب على مهاجمة قواعد الميليشيات الإسلامية طيلة هذه السنة.

ومن المرجح أن الضربات الجوية الأخيرة كانت بمثابة رد فعل انتقامي على الهجوم الذي طال ميناء السدرة النفطي، وهو أكبر محطة نفطية في مدينة سرت،تزامنا مع احتفالات السنة الميلادية، حين أطلقت ميليشيات إسلامية قذائف صاروخية من زوارق سريعة قتلت على إثرها 22 جنديا نظاميا. كما سُجلت مناوشات أخرى في السدرة يوم الأحد الماضي، خلفت مقتل جنديين من مسلحي فجر ليبيا، وفق ما نقل مسؤول أمني من الميناء.

فيما أكد محمد حجازي، المتحدث باسم قوات حفتر، أن قوات الجنرال شنت غارات جوية على مصراتة، قالت أمل بايو، وهي عضو في برلمان طبرق، على صفحتها الشخصية على فايسبوك أن هذه الضربات ستحمل الشعب الليبي "خطوة أقرب إلى النصر".

وزعم تحالف فجر ليبيا أن هناك أضرارا طفيفة لحقت بالمطار، حيث الخطوط الجوية التركية هي الشركة غير المحلي الوحيد المتواجد في المطار، وبأن العمل في المطار يجري بشكل طبيعي. وقال إسماعيل شكري، المتحدث باسم التحالف إن "إحدى الطائرات غادرت المطار في رحلة عادية".

لم يتغير لدي الانطباع أنه بعد مرور ثلاث سنوات من إبعاد التحالف البريطاني-الفرنسي للعقيد القذافي، مازالت ليبيا تعيش في فوضى. وفيما يسيطر تحالف فجر ليبيا على طرابلس، تقاتل جماعة أخرى تحت قيادة أنصار الشريعة الإسلامية الجنرال حفتر في بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية.

في مصراتة، كان رد فعل السكان المحليين على الضربات الجوية قويا. "كيف يمكنهم الحديث عن حوار سلمي لحل المشاكل وبعد ذلك يغيرون علينا؟" يتساءل أحد السكان. وفي محاولة لتهدئة الوضع، طلبت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة المحلية السكان المسلحين بعدم إطلاق النار على الطائرات التي تحلق مخافة إصابة المدنيين.

وقد تتحول مصراتة إلى هدف بسبب شائعات تتحدث عن أن تحالف فجر ليبيا يحاول تعزيز قوته الجوية في المدينة بواسطة إصلاح الطائرات المقاتلات القديمة التي كان يستخدمها نظام القذافي.

* مترجم من صحيفة "دايلي تلغراف"