ليس هناك اختلاف كبير في العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات عيد الفطر المبارك المعروف بـ"العيد الصغير" ؛ إذ يبدأ أهل بنغازي منذ الأسبوع الأخير من شهر رمضان في الاستعداد للاحتفال بالعيد، حيث تبدأ الأسر في النزول إلى الأسواق لشراء حاجيات العيد من ملابس ومستلزمات أخرى مثل الحلويات.


ومع أول يوم للعيد وفي الصباح الباكر يبدأ الرجال والأطفال في التجمع داخل المساجد لأداء صلاة العيد كل في حيه أو منطقته مرتدين الملابس الجديدة خاصة، ما يعرف بـ"البدلة العربية  أو الجلابية والفرملة"، فيما تنشغل النساء بإعداد وجبة الإفطار، إضافة إلى إعداد الحلويات التي أحياناً ما تكون مصنوعة داخل البيوت مثل "الغريبة و الكعك و المقروض والمقروض"، وكذلك  المشروبات مثل القهوة والعصائر للزوار المهنئين بالعيد عقب الصلاة.


وفي الغالب تكون وجبة الإفطار الرئيسية داخل البيوت هي وجبة "العصيدة" التي تصنع من الدقيق والزبدة والرب أو العسل، كما أن لبعض الأسر تقليد توارثوه من أجدادهم وهو إعداد وجبة المقطع بالحليب أو اللبن" والتي تصنع عوضاً عن العصيدة. 
وللأطفال نصيب في العيد من بعض نقود أقاربهم وجيرانهم والتي تعرف بـ"العيدية" لشراء الحلويات والألعاب. 


ويتبادل المهنئين بالعيد عقب الصلاة تحايا "كل سنة وأنت طيب" وبعد الانتهاء من تناول وجبة العصيدة يبدأ المعيدين في اجواء سمحة إلى الخروج للشارع لتقديم التهاني إلى الجيران والأقارب خاصة للأكبر سناً.
 ومن الصور الجميلة في يوم العيد الأول يركز المعيدين في  زياراتهم على أقاربهم وجيرانهم ممن كان لديهم شخص متوفى قبل العيد، حيث يتجمع أهالي الفقيد وأصدقائه وجيرانه بشكل كبير في منزل الفقيد لمواساة أهله عن فقيدهم ومشاركتهم فرحة العيد.


ويستمر الأهالي خلال اليوم الأول للعيد في تبادل المعايدات والتهاني، والتي تستمر إلى آخر أيام العيد.  كما يقوم البعض ممن لديهم أقارب خارج بنغازي بالسفر إليهم لتقديم المعايدة، ولمن تعذر عليه ذلك يرسل معايدة عبر الاتصال الهاتفي.  إضافة فإن المنتزهات والمرافق الترفيهية والحدائق، تشهد حضوراً مكثفاً للأهالي بعد الانتهاء من الزيارات العيدية.