في تونس تبدأ الإستعدادات لعيد الأضحى المبارك قبل أسابيع من حلوله، فتكتسي الأسواق طابعا فريدا وتعرض بها سلع  خاصة كالمشواة والفحم والسكاكين والنباتات العطرية كالإكليل والزعتر وغيرها استعادادا لولائم "العيد الكبير"، كما تنتشر"رحبة الغنم" في كل ولاية ومدينة  و"حومة" (حي).
وتنطلق استعدادات الأسر التونسية للاحتفال بالعيد قبل أسبوعين محافظين بذلك على عادات تنظيف المنزل وتحضير التوابل والكسكسي وأواني العيد ولوازم"عصبان العيد"، أكثر الأكلات شعبية في تونس.
وتبدأ الاستعدادات باختيار الأضحية المناسبة التي تروق لرب المنزل وللأطفال خاصة حيث يولي التونسيون لشراء الأضحية كل الوقت والإهتمام ويتوافدون فرقا متجمعة من كل أفراد العائلة لشرائها واختيارها ويتفحصون بعناية وزنها وأسنانها وصوفها وكل تفاصيلها.
أما صبيحة العيد فتنطلق بالتهاليل والأذكار من المساجد والبيوت ويعبق الجو بروائح البخور المختلطة بخبز "الطابونة" الذي تعده النساء باكرا  ويختلف حجمه وشكله وطريقة إعداده وحتى تسميته من ولاية إلى أخرى.ومن العادات والتقاليد التي لا تغيب عن صبيحة يوم العيد هي البخور حيث تعتقد العائلات أن اللجوء إلى هذه الخطوة سيجنبها ما قد يعكر صفوهم، ويزيد الخروف طهارة.

2015 – الصفحة 702 – تونس – أخبار تونسالرّحبة: دخولها أصعب من دخول بورصة وول ستريت!

وفور انتهاء صلاة العيد ينطلق المصلون إلى بيوتهم لذبح أضاحيهم وسط أهازيج وأذكار ومعايدات الأهل والأقارب وتتميز عملية الذبح بطعمها وطابعها الخاص حيث يتشارك أفراد العائلة فيها فيذبح رب الأسرة الأضحية ويتشارك في باقي عملية السلخ مع العائلة من نسوة وأطفال بينما يلجأ بعض التونسيين إلى الجزار .
ومن الطقوس الغريبة في عيد الأضحى عند بعض الأسر التونسية تلقِي الزوجة أولى قطرات الدم في آنية وتحتفظ بها إلى أن تجف، ومن ثم يبخَّر، حسب معتقداتهن، الأطفال الصغار ببعض منها، لتجنّب الحسد. وتعمد بعض النسوة الأخريات إلى غمس أيديهن بالدماء وطلاء جدران البيت، للغرض ذاته، في حين تنثر أخريات "الملح" على دماء الأضحية بغاية إبعاد السوء ومسّ الجنّ والشيطان عمن يمرّ بجواره.
وتنطلق بعد ذلك حفلات الشواء بعد التصدق بجزء من الأضحية عند العديد من العائلات  المحافظة على ذلك، ويتشارك أفراد الأسرة جميعا في حفل الشواء وسط بهجة عارمة إذا من المعتاد أن تقضي العائلات التونسية الموسّعة عيد الإضحى متجمعة رغم اندثار هذه العادة إلا أن الكثيرين لازالوا يحافظون على التجمعات العائلية في عيدي الفطر والأضحى.


وطبعا لا يمر عيد الإضحى دون إفطار مميز بـ "العصبان التونسي" المعد أساسا من أحشاء الأضاحي حيث تقوم النسوة بتنظيفها جيدا ثم خياطتها على شكل كرات صغيرة بحشو من الخضر الورقية كالسلق والمعدنوس والسبناخ واللحم وتطهى في حساء الكسكسي وهي من ألذ الأطباق التونسية وأشهرها على الإطلاق.وتحرص العديد من العائلات التونسية على تقديمها يوم العيد خاصة بالجنوب التونسي بينما تطهى في باقي أيام العيد في مناطق أخرى.وبحسب المؤرخين فإن هذه الأكلة العجيبة تعود إلى القرن الثالث عشر.
ومن بين الأكلات الشعبية الشهيرة أيضا في بعض المناطق بالبلاد التونسية خاصة الساحل والجنوب هي "القديد" وهي عبارة عن لحم وشحم مجفف يقع تقطيعة من الأضحية وتمليحه جيدا  ثم تعريضه للشمس حتى يجف ثم قليه والإحتفاظ به للشتاء أي يتم إعداد الحساء وعديد الأكلات الشتوية "بالقديد".