طرحت العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت بوابة حقل الزلة النفطي بليبيا الذي أفرز  مقتل شخصين ذبحا وخطف 4 أشخاص،عديد التساؤلات حول عودة نشاط تنظيم داعش بالداخل و علاقة هذه العودة بعملية طرابلس خاصة في ظل حديث عن عودة أعداد مهمة جهاديي ليبيا من بؤر التوتر.

فهذه العملية فضلا الهجوم   لتنظيم "داعش" الإرهابي على وحدة عسكرية للجيش الليبي في سبها جنوب البلاد، ثم تكراره في الجنوب مع انشغال الجيش حول العاصمة في الشمال يثير أبعاداً مهمة، سواء في ما يتعلق بطبيعة الصراع في ليبيا أم ما يتعلق بطبيعة هذا التنظيم ذاته.

حذر خبراء أميركيين من عودة "المقاتلين الإرهابيين" من العراق وسورية إلى ليبيا، وعدد من الدول التي يصنفها بعض الدبلوماسيين على أنها مناطق "رمادية".

وقال مدير المركز الدولي للأمن والدفاع سيث جونز لوكالة "فرانس برس" السبت "السؤال هو كم عدد قتلاهم؟ كم منهم ما زال على قيد الحياة، مستعدا لمواصلة القتال؟".

وأضاف:"كم منهم تخلوا عن النضال او ذهبوا لمواصلته في مكان اخر؟ لست على علم بتقديرات جديرة بالثقة".

من جانبه اعتبر الباحث بروس هوفمان المتخصص في الإرهاب في جامعة جورجتاون أثناء مؤتمر في واشنطن "إنه رغم مقتل عدد منهم نجا الآلاف وتمكنوا من مغادرة سوريا". ولفت بروس هوفمان إلى "أن عددا منهم أصبح في البلقان حيث يمكثون بعيدا عن الاضواء للعثور على فرصة للتسلل إلى اوروبا".

ويشير بعض الخبراء إلى أن مقاتلي تنظيم "داعش" الذين فرو من العراق وسورية سوف يتوجهون إلى ليبيا ودول الساحل وافغانستان والمناطق القبلية الباكستانية والصومال واليمن.

في مستهل هذا الشهر،أعلن تنظيم داعش، السبت، مسؤوليته عن الهجوم على قوات الجيش في مدينة سبها بجنوب البلاد، حيث تعرض مقر عسكري في سبها إلى هجوم مسلح خلف تسعة قتلى، وفقا لمصادر محلية وطبية.

ويرى محللون أن توالي الهجمات الإرهابية يسعى إلى إرباك الجيش الليبي الذي يتقدم في العاصمة طرابلس، فيما لا تجد الميليشيات ورقة للرد سوى الإرهاب.

وكان البغدادي، في أول ظهور إعلامي له على ما يبدو منذ خمسة أعوام ،أول هذا الشهر، هنأ المتشددين في ليبيا على الهجوم المميت الذي وقع في وقت سابق من شهر أبريل الماضي على مدينة الفقهاء الصحراوية في جنوب البلاد.

من جانبها،قالت حكومة الوفاق الوطني الليبية إن الهجوم الذي تشنه قوات الجيش الليبي على طرابلس منذ شهر أفسح المجال لعودة الإرهاب، وذلك بعد هجوم استهدف معسكرا في مدينة سبها (جنوبي ليبيا) تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي بيان أصدرته أمس، حمّلت حكومة الوفاق حفتر مسؤولية عودة العمليات الإرهابية في الجنوب الليبي الذي كانت تنتشر فيه قوات تابعة لها حتى العام الماضي.

وقال البيان إن الهجوم الذي تشنه قوات حفتر على طرابلس منذ الرابع من الشهر الماضي، اضطر قوات حكومة الوفاق لتركيز جهودها الأمنية والعسكرية على صد الهجوم على العاصمة، مما أتاح الفرصة لمن سمتهم الإرهابيين لتنفيذ عمليات هجومية.

جدير بالذكر أنه من أكثر الكتائب التي تقاتل في صفوف قوات "حكومة الوفاق" إثارةً للجدل وشبهة الإرهاب، "سرايا الدفاع عن بنغازي" المصنفة عربياً على لوائح التنظيمات الإرهابية المرتبطة بـ "القاعدة" في شمال أفريقيا.

وأعلنت تلك "السرايا" على لسان آمرها مصطفى الشركسي في بيان مصور الانضمام إلى قوات "حكومة الوفاق"، مؤكدة العزم كـ "قوة دفاع" على التصدي لـ "الجيش الوطني" في المنطقة الغربية، في وقت يُعدّ إسماعيل الصلابي، القائد الميداني الفعلي لهذه المليشيا، وهو مطلوب داخل ليبيا وخارجها بتهمة الإرهاب.

واتخذت "السرايا" هذا الموقف بعد بيان صدر عن مفتي ليبيا السابق الصادق الغرياني، المعزول بقرار من البرلمان الليبي، حضها فيه على "أن ينفروا خفافاً وثقالاً للجهاد ضد الجيش والدفاع عن عاصمة البلاد". ويُعرَف عن الغرياني دعمه للجماعات المتطرفة وعداؤه لـ"الجيش الوطني"، كما يرد اسمه على قائمة الإرهاب العربية.