كشفت صحيفة “العرب” اللندنية عن "أنّ دفعة جديدة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وصلت ليلة السبت/الأحد الماضية إلى مطار”معيتيقة” الدولي بالعاصمة الليبية طرابلس على متن طائرة قطرية."

و أضافت الصحيفة نقلا عن "مصادر مُطلعة إنّ هذه المجموعة الجديدة تنتمي إلى “الجماعة الإسلامية” المصرية التي يرأسها طارق الزمر، ويُقدر عددها بنحو 15 شخصا كانوا جميعهم يقيمون في العاصمة القطرية الدوحة.يُذكر أنّ طارق الزمر يرأس حاليا “حزب البناء والتنمية” المصري الذيّ يعدّ الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.ولا يُخفي الزمر علاقاته مع جماعة الإخوان المسلمين، علما أنّه أمضى سنوات عديدة في السجن قبل الإفراج عنه في 10 مارس 2011 في أعقاب سقوط نظام حسني مبارك."

وأوضحت مصادر “العرب” أنّ الطائرة القطرية وصلت إلى مطار “معيتيقة” الدولي عبر جزيرة قبرص، وذلك في عملية تمويه تمّ الإعداد لها بشكل محكم، حيث تمّ استقبال هذه المجموعة، ونقل أفرادها على متن سيارات رباعية الدفع إلى أماكن وسط العاصمة الليبية.ولم تتسنّ معرفة أسماء أفراد هذه المجموعة بسبب الطوق الأمني المفروض على مطار “معيتيقة” الدولي الذي يقع على بعد نحو 11 كيلومترا شرق العاصمة الليبية طرابلس، وتُسيطر عليه حاليا ميليشيات مُسلّحة تحظى بدعم قطري لافت.

وأشار مراقبون إلى أنّ وصول هذه الدفعة الجديدة من أعضاء “الجماعة الإسلامية” إلى ليبيا، يندرج في سياق رسائل الطمأنة التي كثفت السلطات القطرية إرسالها في اتجاهات متعدّدة لإثبات حسن نيتها والتزامها بما تعهّدت به في اتفاقية الرياض الموقعة في 17 أبريل الماضي.وتنصّ تلك الاتفاقية على جملة من النقاط منها ترحيل قادة الإخوان المسلمين من الدوحة إلى مكان آخر، بالإضافة إلى “تقليص” نشاط الداعية يوسف القرضاوي إلى أبعد الحدود تمهيدا لإيجاد ملجأ له خارج الدوحة.

وتوقعت مصادر “العرب” أن تواصل قطر ترحيل بعض العناصر المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين إلى ليبيا، وذلك لتخفيف الضغوط المسلّطة عليها، وهي ضغوط يُنتظر أن تشتدّ خلال القمة التشاورية الخليجية المرتقب عقدها في مدينة جدة السعودية خلال شهر مايو الجاري.

واستندت المصادر في توقعاتها إلى نجاح التيّارات الإسلامية الموالية لقطر وتركيا في فرض أحمد امعيتيق رئيسا للحكومة الليبية، وهو المعروف بعلاقاته الوطيدة مع جماعة الإخوان المسلمين ومدعوم منها، كما أنّه ابن أخت عبدالرحمن السويحلي الذي يُعدّ واحدا من الوجوه “الإخوانية” المعروفة بنشاطها الحثيث في ليبيا.

كما أن أحمد امعيتيق له علاقات قوية بـ”حزب العدالة والتنمية” التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، وقد مكّنته هذه العلاقات من أن يُصبح وكيل مشاريع الاستثمارات التركية في ليبيا.يُذكر أن “العرب” سبق لها أن كشفت في وقت سابق أنّ السلطات القطرية شرعت في ترحيل عدد من قادة الصفّ الأوّل والثاني لجماعة الإخوان خارج أراضيها تمهيدا لإيجاد “ملاذات آمنة” لهم.

وأشارت نقلا عن مصادر سياسية وعسكرية وأمنية ليبية إلى أن مطار “معيتيقة” الدولي بالعاصمة الليبية طرابلس شهد، في منتصف الشهر الماضي، تواتر الرحلات الجوية لعدد من الطائرات القطرية المدنية والعسكرية على متنها العشرات من الأشخاص الذين يُعتقد أنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة والمصنّفة منظمة إرهابيّة في كلّ من مصر والسعودية.