في الخامس عشر من شهر ماي 2014 أعلن اللواء المتقاعد خليفة بلقاسم حفتر من قبيلة الاشراف وأحد ضباط انقلاب الفاتح من سبتمبر 1969 والمنشق لاحقا عن نظام القذافي خلال حرب تشاد عن بدء عملية الكرامة لمحاربة الارهاب في ليبيا وسط تنديد حكومة علي زيدان واعتبارها انقلابا على الشرعية.

انضم عدد من الضباط إلى نداء اللواء حفتر ثم التحقت كتيبتان من كتائب القذافي بعملية الكرامة الأولى من مدينة المرج والثانية من مدينة البيضاء لتكونا معا النواة الأولى لجيش اللواء حفتر، وفي 15 اكتوبر الماضي أعلن حفتر عن انطلاق الحرب ضد الإرهابيين لتحرير عاصمة الشرق بنغازي.
ونجح حفتر في إقناع مجلس النواب المنتخب بتعيين اللواء عبد الرزاق الناظوري أحد الضباط الموالين في منصب رئيس للأركان العامة للجيش الليبي، ومن ثمة أعلن مجلس النواب وحكومة الثني تبعية عملية الكرامة لرئاسة الاركان العامة وضغط مجلس النواب على المجتمع الدولي لقطع الطريق امام الداعين إلى ضم اللواء حفتر لقائمة المتورطين في الاقتتال الدائر في ليبيا.

وعلى الميدان تعززت عملية الكرامة ببقايا كتائب القذافي من أبناء قبائل الشرق البراعصة، العبيدات، المغاربة، الاشراف، الدرسة ورفلة، القذاذفة، الرجبان، النوايل، الربايع، الصيعان، المقارحة وغيرها من القبائل الموالية لنظام القذافي، وضمنت عملية الكرامة مساندة أغلب دول الجوار مثل مصر وبدرجة اقل الجزائر فيما حافظت السودان على دعمها لـ"فجر ليبيا".
واشارت تقارير الى ان قوات حفتر بلغ تعدادها سبعين ألف مقاتل أما فيما يتعلق بالأسلحة والعتاد فقد امكن إقتناء طائرات حربية حديثة من طيراز ميغ 29 وعمودية وام 15 وسوخوي روسية الصنع.

ولعل ما رجح كفة قوات حفتر في بنغازي هو انضمام كتيبة الدبابات 204 والكتيبة 309 والصاعقة 21 وهي من القوات الخاصة والنخبة. أما غرب البلاد فيمكن اعتبار أن انضمام لواء القعقاع والصواعق من الزنتان الذي يعد حوالي 10 الاف مقاتل أكبر تعزيز لحفتر.
فلواء القعقاع ليس الا الوريث للواء المعزز 32 الذي كان يقوده خميس القذافي وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدها القعقاع خلال حرب مطار طرابلس الدولي فهو يبقى قوة ضاربة وهو الذي يحاول حاليا احتلال معبر راس جدير الحدودي مع تونس ويضيق الخناق على العاصمة طرابلس، وخلال العمليات العسكرية الاخيرة غرب البلاد تمكن القعقاع بدعم من سلاح الجو الموالي لحفتر من شن هجوم على ابوكماش وراس جدير والقبض على قادة كبار من فجر ليبيا ابرزهم موسى الرحال من مواليد 1965.

قادة عملية الكرامة تكتموا كثيرا على التحاق كتائب القذافي بصفوفهم ويكتفون بالإشارة الى التحاق قدماء الجيش الليبي، لكن المعلوم ان لا وجود للجيش الليبي زمن القذافي فحتى ما يسمى بجيش القبائل ليس الا بقايا كتائب القذافي، مثل جيش ورشفانة والرجبان والزنتان اغلبهم من ضباط الشعب المسلح، صحيح ان الموالين للنظام السابق يعتبرون اللواء حفتر خائنا للنظام المنهار، لكنّهم تحالفوا معه للقضاء على فجر ليبيا ونظام الاخوان المسلمين، وحفتر يدرك اكثر من غيره ان الموالين للقذافي لا يقبلون به قائدا للجيش الليبي لكنه ايضا فتح لهم مكرها باب التحاقهم بعملية الكرامة.

بحسب المعطيات يميل ميزان القوى لفائدة حفتر عددا وعتادا فقد تقلصت الى حد كبير المساحة الجغرافية الواقعة تحت نفوذ فجر ليبيا فبعدما كانت في حدود 70 % من مساحة ليبيا ومناطقها أصبحت اليوم في حدود 20 و 30 % فقط . اكثر من ذلك نجحت قوات حفتر في عزل مواقع فجر ليبيا عن بعضها مثلما هو الحال بين الجبل الغربي وطرابلس بعدما جرى تجنيد الجنوب بأكمله ولم تبق سوى قبيلة اولاد سليمان في سبها محافظة على ولائها لفجر ليبيا.
ولقطع اي امداد لثوار بنغازي وطرابلس وزواره من مصراته هددت قيادة عملية الكرامة بقصف مصراته وتدمير المطار والميناء بها.

يشار الى ان فجر ليبيا تكبدت خسائر بشرية فادحة جدا بعد محاولتها احتلال موانئ النفط بالهلال النفطي خسائر ذكر في شانها مصدر طبي من سرت انها تعدت المائتي جريح وعشرات القتلى في ظرف 72 ساعة.

*نقلا عن جريدة المغرب التونسية