تسع سنوات مرت على ذكرى أحداث 17 فبراير.. مرت خلالها البلاد بمنعطفات سياسية وعسكرية وأمنية عديدة نتوقف عندها في حوار مع عضو مجلس النواب علي السعيدي.


** ماذا تقول في ذكرى 17 فبراير؟

لقد ضاعت ليبيا بسبب أحداث 17 فبراير بعد أن اختطفت البلاد من جماعات متطرفة كالجماعة الليبية المقاتلة وتيار الإخوان ثم امتد الأمر إلى إرسال مرتزقة سوريين لقتال الشعب الليبي

يمكن القول إن 17 فبراير يوم حزين على الليبيين وأنا لا أجد أي مبرر للاحتفال بهذه الذكرى بعد 9 سنوات عجاف مرت بها ليبيا.


** في أي سياق تابعت تبعات ونتائج أحداث 17 فبراير في ليبيا؟

أحداث 17 فبراير مثل 25 يناير في مصر و14 يناير في تونس وكذلك أحداث اليمن وسوريا كلها تأتي في سياق ما عرف بالربيع العربي الذي هو مشروع دولي حاولت من خلاله المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية إيجاد جسم واحد تتعامل معه وهو تيار الإخوان فيمكن القول أن الربيع العربي هو إعادة هيكلة ورسم خريطة العالم العربي لطمس الهوية العربية.

ولو تحدثنا عن آثار 17 فبراير في ليبيا فلابد من التذكير بأنها أدت لتفتيت النسيج الاجتماعي للبلاد وأدت لاستباحة الحدود ونهب ثروات ومقدرات الدولة وأموالها لذلك يمكن القول أنها ليست العنوان الحقيقي لليبيا؟


** وما العنوان الحقيقي لليبيا برأيك؟

العنوان الحقيقي لليبيا هو الجمهورية العربية الليبية وليس دولة ليبيا كما هي الآن.


** وماذا عن دور مجلس النواب؟

مجلس النواب هو سلطة تشريعية منتخبة تهدف للمحافظة على وحدة البلاد ودعم القوات المسلحة التي تحارب الإرهاب. 


** كيف تنظرون إلى أطماع الدول الغربية في ليبيا؟

غنى ليبيا بالثروات هو ما جعلها مطمعا لمختلف الدول حيث أصبحت ملعبا للكبار للاستحواذ على ثرواتها من نفط وغاز وذهب ومياه كما أنها بوابة التواصل بين إفريقيا وأوروبا لذلك فإن مختلف الدول تبحث عن مصالحها في ليبيا.


** برأيك ما أبرز الأزمات التي تواجه ليبيا في هذه المرحلة؟

الغرب الليبي يواجه أزمات اجتماعية وأمنية بسبب التشكيلات المسلحة فيما يواجه الشرق الليبي والجنوب أزمات اقتصادية بسبب الحصار المفروض عليه.


** بعد 9 سنوات من أحداث 17 فبراير إلى أين وصل مشروع المصالحة الوطنية؟

جميع المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة العربية الليبية بها مصالحة وطنية حقيقية وكذلك لحمة وطنية ولا تشهد أي نوع من التناحر أما المناطق الخاضعة لقوات الوفاق فتشهد حالة من التناحر بعد أن سعت التشكيلات المسلحة المسيطرة عليها لتدمير النسيج الاجتماعي للدولة.


** برأيك ما أسباب عدم استقرار ليبيا بعد مرور كل هذه السنوات على أحداث 17 فبراير؟

السبب هو المشروع الدولي الداعم لتيار الإخوان.


** وما الحل برأيك؟

أعتقد أن القبائل تقوم بدور مهم في جمع الشتات بالإضافة إلى دور القوات المسلحة العربية الليبية التي تحمي مقدرات ليبيا من أطماع الجماعات المتطرفة وتيار الإخوان الذي يهدف لحكم البلاد.


** ما مستقبل المشروع التركي الإخواني في ليبيا؟

لقد مات في منتصف عمره فبعد أن نشأ خلال تسع سنوات تمكن الشعب الليبي مدعوما بجيشه من القضاء عليه. 


** إلى أي مدى يمكن القول أن ليبيا أضحت ملاذا للجماعات المتطرفة؟

ليبيا أضحت مقصدا لكل من يحمل فكرا متطرفا باختلاف جنسياتهم وأعراقهم من قوقازي وشيشاني وتركي وتونسي ومصري جميعهم يستهدفون ليبيا خاصة وأن النفط كان الشريان الذي يغذي هذا الفكر المتطرف إلا أن الشعب الليبي قرر إنهاء هذا الوضع بإغلاق الموانئ النفطية لوقف تمويل الجماعات الإرهابية لكن المؤسسات السيادية مثل مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط مختطفة في العاصمة طرابلس من الجماعات المتطرفة منذ قيامها بعملية فجر ليبيا رغم أن الجيش يستطيع استعادتها في بضع ساعات إلا أنه لم يفعل ذلك خوفا على حياة المدنيين وممتلكاتهم.