تتواصل معركة طرابلس على أشدها مع تكثيف قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لغاراتها الجوية على تمركزات المليشيات في عدة مناطق،وتواصل التقدم على الأرض في جميع المحاور بهدف بسط السيطرة على كامل العاصمة،فيما تتزايد مؤشرات تعويل حكومة الوفاق على المليشيات والعصابات الأجنبية ما يضعها في دائرة الاتهامات.

الى ذلك،دخلت معركة طرابلس منعرجات خطيرة قد تكون حاسمة في قادم الساعات أو الأيام،حيث كثف الجيش الوطني الليبي من غاراته الجوية مستهدفا عذة مراكز للمليشيات فيما تتقدم قواته على الأرض.وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة في بيان إن وحدات الجيش الوطني بدأت عمليات عسكرية للسيطرة على مناطق جديده في بعض المدن، دون إيراد تفاصيل إضافية.

وكثف الجيش الليبي من استهداف مدينة مصراتة التي تعتبر المركز الرئيسي للمليشيات،كما أنها تمثل قاعدة خلفية لتركيا التي تقود الحرب في العاصمة طرابلس ضد الجيش الليبي من خلال طائراتها المسيرة.وشن سلاح الجو الليبي عدة غارات السبت على الكلية الجوية مصراتة، وبينت مصادر عسكرية أنه تم استهداف مشروع إنشاء قاعدة تركية في مطار مصراتة.

وأكد اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، أن سلاح الجو نفذ ضربات جوية على مصراتة بعد تحديد ورصد الأهداف بدقة، وتم التعامل معها من خلال غرفة العمليات التي تحدد كيفية وتوقيت الهجوم.وأوضح المسماري أن ضربات السلاح الجوي شارك فيها أنواع مختلفة من الطائرات، انطلقت من قواعد جوية مختلفة، واتخذ القرار من القائد العام مباشرة.

ونوه إلى أن الكلية الجوية في مصراتة أصبحت تمثل خطرا على كل المدن الليبية، ولو انتظرنا لأصبحت مصراتة دولة تركية داخل ليبيا من خلال تحويل المطار والميناء إلى تركيين.وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي أن القوات المسلحة الليبية، قادرة على رد أي تهديد لأي مواطن ليبي.

ويتهم الجيش الليبي، دولة تركيا، بقيادة المعارك في المنطقة الغربية لصالح الميليشيات المسلّحة المدعومة من حكومة الوفاق، عن طريق دعمها بالأسلحة والمعدات العسكرية وكذلك الطائرات المسيّرة،وأكد القائد العام للقوات المُسلحة العربية الليبية خليفة حفتر،أن الجيش الليبي سيحبط أي مشروع لإنشاء قواعد أجنبية تدعم وتموّل الإرهاب داخل ليبيا.وبين المكتب الإعلامي للقيادة العامة للقوات المسلحة، أن حفتر يقوم بالإشراف والمتابعة بشكلٍ مُباشر على عمليات ستهداف القوات الجوية لغُرف العمليات التركية التي تحاول تسيير طائرات بدون طيار من عدة مناطق في المنطقة الغربية.

ويرى مراقبون أن تركيا تسعى لدعم المليشيات المسلحة لضمان مصالحها،ومثل تقدم الجيش الوطني الليبي نحو العاصمة الليبية طرابلس تهديدا كبيرا لهذه المصالح التركية وهو ما دفعها للتحرك لمنع تحرير المدينة التي اشتهرت خلال السنوات السبع الماضية، بأنها الحاضنة الأولى للميليشيات المسلحة الموالية لتركيا وقطر، والتي تعيث في ليبيا فسادًا.وباتت حكومة الوفاق بوابة تركيا لشرعنة تدخلها في البلاد.

من جهة أخرى،تواصل حكومة الوفاق توريط نفسها وهذه المرة في الجنوب الليبي حيث تحاول حكومة السراج ومن ورائها المليشيات المتطرفة في العاصمة التأثير على الجنوب الليبي الحلقة الأمنية الأضعف في جغرافية ليبيا المطلة على 6 حدود دولية،مستغلة في ذلك طبيعته الجيوغرافية والديموغرافية، إضافة إلى الانتشار الواسع للمليشيات والتنظيمات المتطرفة ومهربي البشر والوقود والسلاح.حيث تسعى لتشتيت الجيش الليبي وادخاله في مواجهات بعيدا عن طرابلس لتخفيف الضغط على المليشيات خاصة بعد أن كثف الجيش الليبي ضرباته مؤخرا.

ويشهد الجنوب الليبي في هذه الآونة حالة من زعزعة الاستقرار،سببها التنظيمات الإرهابية وبع الجماعات المسلحة والعصابات الأجنبية المتحالفة مع حكومة الوفاق،وأبرزها "قوات حماية الجنوب"، وهي مليشيا قوامها الرئيسي مقاتلين من قبائل التبو الليبية ومرتزقة من تشاد ودول أفريقية أخرى مثل نيجيريا، تقاتل تحت إمرة حسن موسى التباوي.

وشهدت مدينة مرزق خلال الأيام الماضية أحداثا دامية نفذتها عناصر من المرتزقة التشاديين ومجموعات متطرفة ضد سكان المدينة من العرب.وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إن العصابات التيشادية المرتزقة، العمل قامت بتهجير أهالي مدينة "مرزق" حرق منازلهم، واصفة ما حدث بالتطهير العرقي مدعوم من تنظيم الإخوان الإرهابي المتستر بحكومة الوفاق الغير شرعية.

وبحسب مصادر ليبية قتل نحو 90 مدنيا على الأقل منذ بداية الأحداث في المدينة، وجرح أكثر من 200 آخرين، نتيجة للاشتباكات العنيفة التي تصاعدت  خلال أغسطس/ آب الجاري.وشهد الجنوب عمليات حرق للمنازل وقتل خلال الأيام الماضية من قبل مجموعات وصفها الجيش الليبي بالإرهابية، كما طالبت اللجنة القوات المسلحة الليبية باتخاذ كافة الإجراءات لحماية الجنوب الليبي.

وتتصاعد الاتهامات لحكومة السراج بالتحالف مع العصابات التشادية،حيث اتهم النائب الليبي طلال ميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي،حكومة الوفاق بالضلوع في الجرائم التي ترتكبها العصابات التشادية في مدينة مرزق،قائلا إن "المليشيات التشادية"، التي أحرقت المنازل في مدينة مرزق تتلقى تمويلات مباشرة من "حكومة السراج"، حسب قوله.

ونقلت وكالة "سبوتنيك"،الروسية الأحد،عن ميهوب قوله :"لدينا معلومات مثبتة على تلقي تلك المجموعات الإرهابية تمويلات من حكومة السراج والمصرف المركزي، حيث تأتي أموال النفط إلى المصرف المركزي، ويتم تمويل هذه المليشيات عن طريق أسامة جويلي".وتابع الميهوب: "هذا المجلس (حكومة الوفاق) أصبح مجلسا إرهابيا وليس مجلسا للوفاق، وأنه لا يمثل ليبيا، خاصة أن المجلس غير دستوري وافتقد شرعيته من كل الاتجاهات، ويرعى الإرهاب، كما أنه يمثل خطورة على ليبيا والمنطقة بشكل عام".

وشدد على أن "الجيش الليبي يتعامل بكل حرفية مع المرتزقة في جنوب الليبي، وأنه سيرد بقوة وحسم، كما انه سيحاكم السراج على الجرائم التي ارتكبها بدعمه للمليشيات الإرهابية القادمة من خارج ليبيا".وطالبت الدفاع والأمن القومي المجتمع الدولي وبعث الأمم المتحدة والجامعة العربية باتخاذ كافة الإجراءات إزاء عمليات تمويل الإرهاب في ليبيا، واتخاذ مواقف ضد الشخصيات التي تمول الجماعات الإرهابية لما تمثله من خطورة على السلم والأمن الدوليين.

ومن جهته،أكد مجلس مشايخ ترهونة على متابعته بحرص وقلق شديدين ما يتعرض له أهالي مرزق من إبادة وقتل وتهجير من قبل المرتزقة التشاديين والخارجين عن القانون بدعم من ما وصفها بـ"حكومة الصخيرات" والمشروع القطري الأردوغاني.وحمل المجلس في بيان المجتمع الدولي الداعم لحكومة الوفاق مسؤولية ما يتعرض له الأهالي في مرزق، مطالباً القيادة العامة للقوات المسلحة بضرورة القيام بمهامها الوطنية والتاريخية المتعلقة بحماية أهالي الجنوب والسيطرة الكاملة على حدود البلاد.

ونوّه المجلس إلى أنه باعتباره الراعي الرسمي للقاء الوطني العام للقبائل والمدن الليبية المزمع عقده خلال الفترة القادمة، فإنه سيلاحق شعبياً وقانونياً كل من كان وراء الهجوم على مدينة مرزق من أفراد وجهات محلية ودولية.مشيرا الى أن ما يتعرض له أهالي مرزق هو مخطط جبان مرتبط بتقدمات الجيش في المنطقة الغربية، مشدداً على وضع كل التدابير اللازمة والإمكانات المتاحة تحت تصرف أهالي مرزق من عرب وتبو ليبيون.

وتزايدت مؤشرات تحالف حكومة الوفاق مع العصابات التشادية بداية الشهر الجاري،حين حاولت مجموعة من المعارضة التشادية الدخول إلى مدينة مرزق وحاصرتها وبدأت في قصفها بالأسلحة الثقيلة إلا أن القوات المسلحة في المدينة وبمساندة الأهالي صدت الهجوم ووقفت في وجه هذه القوة المهاجمة.

وشنت طائرات سلاح الجو الليبي غارات جوية استهدفت تمركزات المعارضة التشادية في محيط مرزق وتمكنت من قتل عدد كبير منهم وفر الآخرون أمام ضربات سلاح الجو.ليخرج المكتب الرئاسي لحكومة الوفاق مدينا الغارات الجوية معتبرًا أنها استهدفت المدنيين واصفًا إياها بالمجزرة، فيما خرجت أصوات أخرى ادعت أن الغارة استهدفت أحد الأعراس في المدينة وتسبب في سقوط مدنيين.

وأكد الناطق باسم الجيش أحمد المسماري،في مؤتمر صحفي أن مرزق تعرضت لهجوم بقيادة حسن موسى كاش من 3 محاور  باستخدام كافة أنواع الأسلحة ما أدى لحدوث مجزرة بحق المدنيين.وأشار المسماري إلى أن كاش الذي نفذ الهجوم مدعوم من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الذي دفع له قبل 4 أشهر مبلغ 50 مليون دينار باسم قوة دفاع الجنوب وذلك لتشتيت الجيش لافتا إلى أنه  يسيطر على مناجم التنقيب غير الشرعي على الذهب بالحدود الليبية التشادية النيجيرية ويقود العداء ضد كل الجنوب الليبي لتحقيق أهداف إخوانية تصرف عليها قطر وتركيا موضحا أنه يحاول تهجير كافة المواطنين من مرزق وقام بتجنيد مرتزقة للقيام بعمليات إجرامية.

وتنضاف هذه التطورات الى أخرى سابقة لتؤكد تحالف حكومة الوفاق مع العصابات التشادية،ففي أبريل الماضي، تبنت حكومة السراج الهجوم على قاعدة تمنهنت الذي شنته عناصر ارهابية ومليشيات المعارضة التشادية المتحالفة مع إبراهيم الجضران.وأظهر مقطع فيديو حينها، مسلحين من المعارضة التشادية، وهم يشاركون في الهجوم،بحسب ما أكدت "سكاي نيوز" عربية.

ودفع تبني حكومة الوفاق للهجوم على قاعدة تمنهنت عضو مجلس النواب سعيد امغيب،لوصفها، بأنها "حكومة الإرهاب".وقال امغيب في تصريح لبوابة افريقيا الاخبارية،"تمنهنت تسقط آخر ورقة توت عن حكومة الإرهاب حكومة العميل السراج، بعد هجوم مليشيات المرتزقة التشادية ومن انضم إليهم من الارهابيين أتباع المجرم الجضران وبقايا الهاربين من بنغازي على قاعدة تمنهنت، وتصريحهم أنهم يقاتلون بأوامر من وصفوه بالقائد الأعلى (السراج)، بهذا تكون الصورة قد اكتملت وبهذا عرف الليبيون خصوصاً اهل الجنوب الشرقي والغربي أن الذي يدعم ويسلح قطاع الطرق هو السراج"، بحسب وصفه.

وتزايدت مؤخرا تحركات العناصر الارهابية والعصابات التشادية في الجنوب الليبي،ويرى مراقبون أن هذه التحركات تكون لهدفين،الأول محاولة تشتيت انتباه قوات الجيش الوطني الليبي عن عملياته في المنطقة الغربية، لأن الجيش الليبي في هذه الحالة مطالب بحماية مناطق نفوذه وفي نفس الوقت عدم التراجع في عمليات العاصمة، والثاني تحقيق انتصار معنوي على الأقل.