يرى كثير من المثقفين الجزائريين واغلبهم ناشطين في باريس ومجموعة مماثلة من المثقفين الفرنسيين ضرورة خروج العلاقات بين فرنسا والجزائر من النظرة الضيقة التي يرى فيها الطرف الأوربي نظير الإفريقي دوما وأبدا المستعمرة القديمة  وما يقابلها من رفض للتعاطي الجزائري مع السياسة الفرنسية من وجهة نظر أنها لم تعترف بعد بجرائمها الاستعمارية، وتتواصل جهود الثقافة والإعلام لبلوغ رؤية أفضل ذلك لوجود عدة اعتبارات أبرزها أن فرنسا تبقى أول ممون للجزائر وهذا من خلال استطلاع إحصائيات سنة 2012، في حين تظل الجزائر على رأس الشركاء التجاريين لفرنسا في إفريقيا و الثالثة فيما يخص الصادرات خارج منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية بعد الصين و روسيا. كما أن المبادلات بين الطرفين  تضاعفت باثني عشر ووصلت 10 ملايير سنة 2010.

وفي خضم هذا بادرت مجموعة من الإعلاميين والمثقفين الجزائريين والفرنسين في سابقة في المجال لبعث وكالة إخبارية من خلال مجلة "الجزائر-باريس" التي قُدمت على أنها مجلة اورومتوسطية وهي في الحقيقة ترمي إلى تحليل واقع الجزائر و فرنسا حاليا و إعطاء نظرة حول البلدين و العلاقات التي تربطهما بنفحة تفاؤلية من خلال تجاوز الأفكار و التصورات المسبقة و بعث نقاش يتجاوز مشاكل الأجيال و الثقافات و الحدود و توسيع الآفاق الفرنسية-الجزائرية من خلال مسعى موجه نحو المستقبل دون النظر إلى الخلف.

وقد يَبررُ هذا المنحى على اعتبار وجود ما بين 5 و 7 ملايين شخص في فرنسا معنيين بالجزائر بشكل مباشر أو بغيره وهي أرقام قريبة من عدد الجزائريين المهاجرين بهذا البلد. وذهبت شركة الإصدار "أول كونتانس بريس" التي ترعى المجلة إلى قول إن المبادرة مرآة لأولئك الجزائريين و الفرنسيين الذين "يناضلون يوميا من خلال نشاطاتهم المهنية و الشخصية و الرياضية أو الفنية من اجل علاقات هادئة في الأخير".

ورغم أن شركة الإصدار هاته استنسخت هذا العمل من نجاح تجربتها في

في مجلة "باريس-برلين" و مجلة "تانك" في محاولاتها السابقة والتي كان تهدف من خلال عرض تجاربها الثقافية و التطبيقية إلى الخروج من النقاش الفرنسي-الفرنسي الضيق، إلا أن مسعاه باتجاه ضفة البحر الأبيض المتوسط الأخرى سيقابل لا محال بذهنيات ثقافية وإعلامية جزائرية تواصل حربها على كل ما يمت بصلة بفرنسا وثقافتها.

و صدرت مجلة "الجزائر-باريس" في 12000 نسخة و في وقت متزامن في العاصمتين، كما سيتم تقديم هذا المنتوج الإعلامي إلى الجمهور الواسع في ال20 جانفي 2014 رسميا بالمعهد الفرنسي في الجزائر و معهد العالم العربي بباريس بداية شهر مارس المقبل.