قدم عضو الكونجرس الجمهوري السابق كيرت ويلدون Curt Weldon تفاصيل عن جهوده في عام 2011 خلال التفاوض مع معمر القذافي بشأن تنحيه من منصبه على رأس ليبيا لتفادي الحرب.
"لم يكن هناك أي شك أو لبس في أن القذافي كان يرغب في التنازل عن السلطة"، يقول ويلدون من بنسلفانيا في مقابلة مع موقع "وورلد نت دايلي".


ويُفصل ويلدون، الذي شغل منصب نائب رئيس لجنة القوات المسلحة ولجنة الأمن الداخلي، زيارته الخاصة إلى طرابلس في أبريل  2011 ، بالتساؤل استنكاريا : "هل كان القذافي مستعدا للتخلي عن منصبه؟" ليجيب  "بالتأكيد نعم ،و لا أشك في أن القذافي كان على استعداد لترك منصبه. لم تكن لديه شروط أخرى سوى أن يغادر و - ماسماها-  'كرامته' محفوظة".
بدلا من التفاوض حول إزاحة القذافي، قررت الولايات المتحدة تسليح ميليشيا ليبية  تابعة لتنظيم القاعدة بدعم من حلف شمال الأطلسي للإطاحة بالقذافي بالقوة. ما جعل بعض منتقدي سياسة أوباما يتهمون الإدارة الأمريكية "بتغيير موقعها من الحرب على الإرهاب"، كما ذكر الموقع.
وتزيد رواية ويلدون من تأكيد تقرير موقع "وورلد نت دايلي" الشهير، الصادر الشهر الماضي، والذي أعطى تفاصيل عن جهود أدميرال البحرية الأمريكية المتقاعد، تشاك كوبيك، خلال تفاوضه مع القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا بشأن تنازل القذافي. كما نُقل عن جيفري سكوت شابيرو وكيلي ريدل من واشنطن تايمز وجود أشرطة سرية للبنتاغون تتحدث عن شكوك كبار المسؤولين بوزارة الدفاع بخصوص خطوة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الحرب مع ليبيا أوائل 2011، ما جعلهم يفتحون قنوات دبلوماسية خاصة مع نجل العقيد، سيف القذافي، للتفاوض حول الشروط التي يوافق عليها القذافي من أجل التنحي طواعية وتجنب الحرب.
"لقد اجتمعت بالقذافي أكثر من أي مسؤول أمريكي آخر"، يقول ويلدون.
وأشار إلى أنه قاد خلال فترة جورج دبليو بوش الرئاسية ، وفدين إلى ليبيا للقاء القذافي بعدما أبدى الأخير استعداده للتنازل عن برنامجه النووي والتخلص من جميع أسلحة الدمار الشامل، وذلك بعد سلسلة من اللقاءات مع نجله سيف، بما فيها عشاء خاص أقيم في لندن في ديسمبر عام 2003.
وقال ويلدون أنه في أبريل عام 2011، راسله نجل القذافي، الساعدي، يدعوه للعودة إلى ليبيا.
وقد دعا بشير صالح المسؤول المالي السابق في نظام القذافي، ويلدون، وقال له: "نحن نرحب بك حقا هنا لأن القذافي سوف يستمع إليك، وقال إنه يثق بك ويعرف أن الغاية من مجيئك إلى هنا هو تجنب الحرب"، مشيرا إلى أنه إذا جئت إلى ليبيا، فإن القذافي سيتنحى".
وصرح ويلدون للموقع أنه بعث إلى بشير صالح بمسودة رسالة، أعادها له الأخير موقعة دون أية تعديلات، يدعوه فيها إلى زيارة ليبيا.
"والآن، لدي رسالة من نجل القذافي، الساعدي، وأخرى من بشير صالح، المسؤول المالي السابق في نظام القذافي، يدعواني فيهما لزيارة ليبيا"، يتابع ويلدون.
وقال إنه اصطحب معه ابن إستير كوبرسميث، الذي وصفه بـ "أفضل صديق لهيلاري كلينتون"، والمحامي براين إيتنغر، وهو من كبار الموظفين في مكتب السناتور جو بايدن، الذي قال عنه ويلدون إنه "كان يتواصل بشكل منتظم مع بايدن".
وفي 5 أبريل 2011، نشر ويلدون افتتاحية في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "القذافي، آن الأوان"، في الوقت الذي وصل فيه ويلدون إلى ليبيا، في إطار ما وصفه مرارا وتكرارا بأنه "مهمة خاصة".
كتب ويلدون: "في 2004 سافرت الى ليبيا على رأس وفد من الكونغرس للتعبير عن دعم قرار العقيد معمر القذافي التخلي عن برنامج الأسلحة النووية لبلاده"، كما جاء في مستهل الافتتاحية. "التقينا مع العقيد القذافي ومسؤولين رفيعي المستوى ومع مواطنين عاديين، بل وألقيت كلمة خلال مؤتمر الشعب العام السنوي."
"لا البيت الأبيض ولا أنا كنا نريد تقديم الدعم للعقيد القذافي بعينه، لكن هدفنا كان فتح عهد جديد من العلاقة بين حكومة الولايات المتحدة والشركات الأمريكية من جهة والشعب الليبي نفسه من جهة أخرى"، يتابع ويلدون في مقالته.
"وبعد سبع سنوات عدت مرة أخرى إلى ليبيا، وهذه المرة في مهمة مختلفة تماما، على رأس وفد خاص، بناء على دعوة من رئيس الموظفين في نظام العقيد القذافي، وبعلم من إدارة أوباما وأعضاء الكونغرس"، يشدد ويلدون في افتتاحيته. "هدفنا هو لقاء العقيد القذافي اليوم وإقناعه بالتنحي".
قال ويلدون لموقع "وورلد نت دايلي" أنه بعد وقت قصير من وصول الوفد إلى طرابلس عام 2011، عقد اجتماعا مع الساعدي، نجل القذافي.
"أخبرني الساعدي أن والده كان على استعداد للتنحي، تماما كما كتبت في افتتاحية نيويورك تايمز"، وأضاف، "قلت للساعدي أنني جئت إلى طرابلس للبحث في إمكانية تجنب الحرب، لأنني لا أريد أن أرى سفك دماء لا الأمريكيين ولا الليبيين على حد سواء".
ورغم أن ويلدون فشل في الحصول على مقابلة شخصية مع القذافي في زيارة أبريل 2011، إلا أنه نقل رسالة مختومة من القذافي وجهها إلى هيلاري كلينتون. وأوضح ويلدون أنه فور مغادرته ليبيا قام بتسليم رسالة القذافي لسفير الولايات المتحدة في تونس، دون فتحها أو قراءتها.
كما ذكرت "السي إن إن" في السادس من أبريل 2011، نقلا عن "مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية"، أن الرسالة تضمنت طلب القذافي للرئيس أوباما بإنهاء القصف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي وأنها لم تحمل أي "جديد". وقال ذات المسؤول أن فحوى الرسالة، حسب ما نقلته "السي إن إن"، كان "الدعوة لإنهاء العمليات الجوية للتحالف"، دون أن تتضمن "أي عرض للتفاوض أو التنحي."
سأل موقع "وورلد نت دايلي" ويلدون عن رأيه في تقرير "السي إن إن".
"على إدارة أوباما إذن أن تطلع الرأي العام على مضمون الرسالة، إذا كان هذا كل ما جاء فيها"، يجيب عضو الكونغرس السابق.
"كل ما كان يريده القذافي هو مغادرة ليبيا بكرامة"، يكرر ويلدون، مؤكدا أنه لا يشك في جدية استعداد الدكتاتور للتنازل وإلا لما كان هناك جدوى من سفره إلى ليبيا في أبريل2011.
"اليوم يذبح الشعب الليبي من قبل هذه العصابات، التي تجوب المدن الليبية بكل حرية، ولا تدين بالولاء لأي حكومة ليبية"، يقول ويلدون.