تستعدّ قوى المعارضة السودانية إلى عقد مؤتمر موسع لها في ألمانيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لتدارس كيفية مواجهة النظام الحالي وإجباره على الموافقة على شروطها القاضية بوقف الحرب في الأقاليم المشتعلة والذهاب نحو مرحلة انتقالية.

وكشفت مصادر قريبة من الجبهة الثورية السودانية التي تضمّ عددا من الحركات المسلحة ومنظمات من المجتمع المدني فضلا عن عدد من الأحزاب السياسية، عن توجيهها دعوة رسمية إلى قيادات تحالف دعم المعارضة للمشاركة في المؤتمر.

وأبدى عدد من الأحزاب استجابته للدعوة والتأكيد على المشاركة في المؤتمر على غرار حزب البعث والشيوعي والأمة، في المقابل تقول أوساط محلية أن المؤتمر الشعبي لن يشارك في الاجتماع المتوقع لأنه لن تتمخض عنه قرارات مصيرية.

يذكر أن حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي، عمل منذ مطلع العام الحالي على تعزيز التقارب مع المؤتمر الوطني الحاكم، متجاوزا بذلك القطيعة مع البشير التي جاوز عمرها الـ15 سنة.

هذا التقارب دفع بتحالف المعارضة إلى تعليق عضوية المؤتمر الشعبي، متهما إياه بـ”الخيانة” والانقلاب على التوافقات السياسية السابقة.

ويهدف المؤتمر المنتظر في ألمانيا وفق المصادر إلى تكريس عزلة النظام الحالي المتهم بتعطيل الحياة السياسية وضرب الحريات العامة، وفرض حكمه بمنطق القوة.

وفي سياق توحيد جهود المعارضة دعا رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم وهو أحد أبرز الأطراف الموجودة في الجبهة الثورية، في تصريحات لـ”السودان تربيون” المحلية، قوى المعارضة السودانية إلى التكاتف مع الجبهة الثورية والتوجه سويا إلى العمل على تغيير النظام “بكل الوسائل المتاحة”.

وشدد على أن ذلك أصبح الخيار الوحيد للحفاظ على وحدة الوطن.

وكشف جبريل عن اتصالات مع المعارضة في الداخل بهدف الاتفاق على برنامج مشترك يؤهل قوى المعارضة للتفاوض مع النظام قصد إحداث التحول الديمقراطي أو تطبيقه كرؤية مشتركة في حال سقوط النظام .

وقال “نحن نسعى الآن إلى توحيد المعارضة حول خارطة الطريق المطروحة من الجبهة الثورية وهي ليست بكتاب منزل وإنما قابلة للتطوير، كما نحن مستعدون للأخذ بآراء الآخرين لتطويرها، ويكون لدينا في نهاية المطاف برنامج عمل مشترك”.

وأكد أن كل قيادات الجبهة الثورية ستكون في أوروبا خلال الأيام القليلة القادمة للالتقاء بقوى المعارضة السودانية الأخرى في إشارة إلى مؤتمر ألمانيا.

*عن العرب اللندنية