كل يوم، تتعرض زينب أحمد للتحرش في طريقها إلى العمل في طرابلس. زينب (28 عاما)، موظفة وزوجة وأم، لكنها تقول "حجابي وخاتم زواجي لا يشفعان لي". وتضيف "أتعرض لمواقف تحرش فردية في معظم الوقت وجماعية أحيانا. هذا عذاب حقيقي. » 

يزور علي أحمد (16عاماً) بانتظام، مع زملائه، مدرسة البنات الثانوية القريبة من مدرسته. يكتفي علي بالنظر، لكن بعض زملائه يخاطبون البنات بألفاظ منها الرقيق ومنها الفاحش. يقول "أخجل أحيانا من الكلمات التي أسمعها، خاصة أن الكثير من البنات عند سماعهن لها، يتغير لونهن ويسرعن هرباً، ومنهن من يبتسمن أيضاً، وهو ما يشجع زملائي على المواصلة".

وليد محمد (21عاماً)، طالب بجامعة طرابلس، لا يرى أن إبداء الإعجاب بالجميلات تحرش، ويقول "عن نفسي لا أستطيع أن أرى فتاة جميلة تمر من أمامي بالجامعة أو الشارع بدون أن أبدي لها إعجابي بجمالها، ولا أرى ضرراً في ذلك".

أما محمود حسن، (34 عاماً)، موظف حكومي، يعتقد أن التحرش ناتج عن انعدام الأخلاق بين "بنات هذه الأيام، بسبب الخلاعة وعدم الالتزام بثياب الفتاة المسلمة". ويضيف "الشباب المسكين الذي تجبره ظروف المعيشة على تأخير سن زواجه، لا يستطيع مقاومة كل هذا الضغط، فينفجر الأمر مسبباً ظاهرة التحرش، التي تعززها ورود التقاليد الغربية الخليعة إلينا عبر التلفزيون والانترنت". ويتأسف حسن على كون "دور الأسرة والمسجد ضعف كثيراً عن السابق"، ويرى أن الحل "لابد أن يكون في الزواج المبكر إضافة للالتزام بالخمار كلباس للفتاة".

وتعتبر ندى عبد المجيد (27 عاماً)، أن التحرش جزء من سلوك عام للمجتمع، وتقول "أقصد بالسلوك العنف. نحن مجتمع مكبوت، كل تعابيره تتم بطرق عنيفة. لا نعرف الحوار أو احترام الآخر المختلف. نحن نتربى بعقد نقص نتيجة الكبت والعنف".

وترى ندى أن الشاب المتحرش "ضحية لهذا المجتمع مثل الفتاة المتحرش بها"، وأن "السبب الأساسي هو التربية التي تفصل بين الولد والبنت". وتقول: "بالكبت وثقافة العنف معا، يتطور الولد ليصبح متحرشاً".

وترى ندى أن الأمر "لن ينتهي بحجاب ونقاب، وإلا ما تصدرت أفغانستان قائمة أكثر الدول تحرشاً". وتضيف "الحل هو تغيير الفكرة عن الفتاة، وعدم تميز الولد عن البنت عبر منظور القوة والضعف. الأمر صعب ويحتاج منا محاربة تراث ونظام قديم. ولكن لن نتخلص من هذه الظاهرة المقززة إلا هكذا ».

*عن موقع (هنا صوتك)