في مثل هذا اليوم قبل عام، اقتحم مسلحون من جماعة "بوكو حرام" النيجيرية المتطرفة بلدة هادئة في ولاية "بورنو" (شمال شرق) المضطربة، واختطفوا عشرات الطالبات من سكنهن المدرسي.

 

وما زالت أسرهن التي تقاسي ألما شديدا تنتظر العثور عليهن، وتأمل في إنقاذهن وسط مشاعر انعدام الثقة، والاتهامات بـ"التقصير والتخاذل" لحكومة الرئيس الخاسر في الانتخابات غودلاك جوناثان المنتهية ولايتها.

 

"نشعر بحزن شديد. نشعر بالغم لأنه بعد مرور عام كامل لم تعد ابنتنا".. هكذا استهل حديثه لوكالة الأناضول، القس "إينوك مارك"، وهو والد إحدى الفتيات المفقودات، ورئيس جمعية الآباء المحليين.

 

وأضاف: "لقد كان من الممكن إنقاذ بناتنا. ولكن الحقيقة هي أن هذه الحكومة لم تتعامل أبدا مع هذه القضية بأي أهمية منذ يوم اختطاف بناتنا".

 

مستذكرا تفاصيل محنته، تابع غاضبا: "بعد مرور 11 يوما من الاختطاف، لم يصدر أي رد فعل من جانب الحكومة".

 

في 14 أبريل/ نيسان 2014، اختطفت 276 طالبة من بلدة "شيبوك"، قبل أن تنجح 57 منهن فقط في الفرار من الأسر، بينما ما زال يعتقد أن 219 أخريات تحتجزهن "بوكو حرام."

 

وبمساعدة من بعض الحكومات الأجنبية، قادت الحكومة النيجيرية، مهمة البحث عن الفتيات، إلى جانب استئناف مكافحة عمليات تمرد "بوكو حرام" في المنطقة الشمالية الشرقية المضطربة.

 

استأنف الأب المكلوم "مارك" حديثه: "أبلغنا الجيش عن الفتيات اللواتي كن ما زلن قريبات للغاية من شيبوك آنذاك، والحاجة إلى تحرك القوات بسرعة، لكنهم رفضوا مساعدتنا في إنقاذ فتياتنا".

 

وأتبع: "رفضت الحكومة مساعدتنا. وإذا ما تصرفت بالسرعة المطلوبة، كان من الممكن إنقاذ بناتنا".

 

وأشار إلى أن قائد الجيش النيجيري ظهر ذات مرة علانية، ليقول إن الحكومة عرفت مكان وجود الفتيات.

 

متسائلا، استدرك بالقول "إذا كانوا يعرفون مكان وجود بناتنا، لماذا استغرقهم الأمر دهرا لإعادتهم ونجدتنا من هذا العذاب؟".

 

ومضى قائلا "لقد واصلوا في رواية كذبة تلو الأخرى. لقد فقدنا الثقة في هذه الحكومة".

 

وبنفس القدر أعرب عن حزنه، سامويل ياغا، الذي كانت فلذة كبده "سارة" من بين الفتيات المختطفات.

 

وقال لوكالة الأناضول "لقد تحركت الحكومة على نحو متواضع.. لأننا فقراء، الحكومة لا تهتم بنا."

 

وأعرب "ياغا" عن اعتقاده بأن الشيء الوحيد الذي أبقى القضية مطروحة في وسائل الإعلام هو حملة "أعيدوا إلينا فتياتنا" رفيعة المستوى.

 

وأضاف: "لولاهم (الحملة)، لآثرت الحكومة المضي قدما دون أن تشغل بالها بشأن الـ219 فتاة، وهذا شيء كريه.. زوجاتنا تبكين كل يوم. والألم لا يطاق".

 

ونظم ائتلاف "أعيدوا إلينا فتياتنا"، اليوم الثلاثاء، مسيرة في العاصمة أبوجا لإحياء الذكرى السنوية الأولى للاختطاف الجماعي، واستثارة التعاطف العالمي مجددا إزاء الفتيات وأسرهن.

 

وفي ظل فقدان الثقة في حكومة جوناثان المنتهية ولايتها، يدعو الآباء من أجل أن تكون الإدارة المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب حديثا محمد بخاري أكثر فعالية.

 

وفي هذا الصدد، قال الأب "مارك": "من نعمة الله، أن لدينا ثقة في أن بخاري سيساعدنا"، في إشار إلى إنجازات جنرال الجيش المتقاعد.

 

وزاد بالقول: "أثق بشدة في أن الجنرال بخاري سوف يتعامل مع أزمة بوكو حرام خلال فترة قصيرة جدا".

 

وتابع: "إنه رجل ذو عزم يحترم كلمته. أنا متأكد أنه سيفي بوعده في مواجهة التطرف والفساد. ونحن نأمل أنه سيعيد إلينا بناتنا".

 

ورغم تعهد الرئيس المنتخب بخاري، ببذل أقصى جهد للعثور على الطالبات المختطفات، لكنه أقر بأنه لا "يمكنه أن يعد بالعثور عليهن".

 

من جهته، قال "مايك أوميري"، المتحدث باسم الحكومة بشأن عمليات مكافحة التمرد في منطقة الشمال الشرقي، إن السلطات ما زالت ملتزمة بإنقاذ الطالبات.

 

وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول: "منذ عملية الاختطاف، المؤسفة، كثفت حكومة نيجيريا عمليات مكافحة التمرد، وأعادت أيضا بناء القوات المسلحة لإنقاذ الفتيات ومكافحة الارهاب".

 

وأشار "أوميري" الذي يشغل أيضا منصب منسق مركز المعلومات الوطني بشأن عمليات مكافحة التمرد إلى أن "عمليات البحث عن الفتيات لم تلغ، والبحث ما زال جاريا".

 

ولفت إلى أن أكثر من 80% من الأراضي التي سيطرت عليها "بوكو حرام" في وقت سابق قد تحررت.

 

ومضى قائلا: "نحن لا نتخلى عن الفتيات. ولا نلغي عمليات البحث حتى عودة الفتيات".

 

وفي 1 أبريل/ نيسان الجاري، فاز بخاري، الذي يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للبلاد في 29 مايو/ أيار المقبل، بالانتخابات بعد الفوز على منافسه الرئيس الخاسر غودلاك جوناثان.

 

وعلى الرغم من نجاح الجيش النيجيري مؤخرا في استعادة عدة مناطق كانت تخضع لسيطرة "بوكو حرام" التي استولت سابقا على مناطق واسعة بولايات "أداماوا"، و"بورنو"، و"يوبي" شمال شرقي البلاد، تظل الجماعة المتشددة مصدر قلق أمني كبير في المنطقة.