بدأت الإنقسامات اعصف بعدد من الأحزاب والكيانات السياسية التونسية بسبب المواقف من جولة الإعادة للإنتخابات الرئاسية ، فقد أعلن الأمين العام السابق لحركة النهضة،حمادي الجبالي امس الخميس انسحابه من الحركةالتي كان من أبرز رموزها التاريخيين وشغل منصب أمينها العام قبل أن يستقيل منه أوائل العام الجاري ،ورد المراقبون إنسحاب الجبالي بسبب الخلافات الحادة التي تعصف بقيادات الحركة حول الموقف من المترشين للجولة الثانية لإنتخابات الرئاسة ،
وبرر الجبالي موقفه بأن «مشروع الثورة يواجه تحديات جساما ومخاطر ردة داخلية وخارجية وضعت التونسيين على المحك مجددا وأمام امتحان: اما مواصلة النضال لانجاز حلقات هذه الثورة السلمية على طريق صعب وطويل. واما تخاذل واستسلام يفضي الى انتكاسة، والعودة الى منظومة الاستبداد والفساد » وفق تعبيره ،مشيرا أن لا يستطيع الوفاء لإلتزاماته المبدئية ضمن اطار تنظيم حركة النهضة اليوم ، وأردف « حتى لا أحمل غيري مسؤولية مواقفي، وفي المقابل حتى لا أتحمل تبعات قرارات وخيارات: تنظيمية تسييرية وأخرى سياسية استراتيجية لتموقع الحركة في المجتمع، حيث لم أعد أجد نفسي في هذه الخيارات و مآلاتها ، وتجنبا لكل خصومات ومشاحنات تضعف صف المناضلين وتذهب بالود والعلاقات الطيبة مع كل اخواني قيادة وصفا ، وبعد فترة تأمل، قررت الانسحاب من تنظيم الحركة لأتفرغ الى مهمة أعتبرها مركزية، وهي الدفاع على الحريات » على حد تبيره
كما أعلن محمد بنّور الناطق الرسمي باسم حزب التكتّل من أجل العمل والحريات إستقالته من مهامه، وقال أن إستقالته من الحزب تعود إلى اختلاف في الرؤى و التصورات حول المشهد السياسي الراهن، أي الواقع الذي فرضته نتائج الإنتخابات. وأوضح أن الظرف الراهن يقتضي النظر بواقعية للمشهد السياسي في تونس بعد الإنتخابات مؤكدا أنه لا يجب على حزبالتكتّل الدخول في عزلة سياسية أو قطيعة مع حركة نداء تونسالتي تعتبر من أهم القوى الموجودة على الساحة الوطنية.
وأضاف بنور أنه سبق لحزبه أن تعامل مع حركة النهضة ودخل معها في إئتلاف حكومي وأنه رغم جميع الصعوبات لم ينصهر أو يتحالف معها. وبيّن أنه من غير المعقول أن يدخل التكتّل في قطيعة مع حركة نداء تونس في حين أن النهضة تعاملت وتحاورت معها ، مذكرا باللقاء الذي جمع بين الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي في باريس في أغسطس 2013
الى ذلك أكّد ماجد الحاج علي أنه وكل من الطيّب الهويدي وتوفيق ميلاد ومحمد عبيد ومحمد حشيشة استقالوا من الحزب الجمهوري منذ فترة مباشرة بعد الإنتخابات التشريعية وأعلنوا دعمهم للمرشح الأول للرئاسية الباجي قائد السبسي.
وقال في تصريح صحفي " نحن اليوم في أول انتخابات رئاسية في تاريخ تونس ومن غير الممكن التزام الحياد لأنهم مسؤولون سياسيون ومن غير المعقول أيضا في هذا الظرف الحاسم التزام الحياد".
ورأى أن المسؤلين السياسيين والمناضلين والشعب التونسي مدعوون اليوم الى الإنخراط في الحملة الإنتخابية وتحديد وجهة تونس للثلاثين السنة القادمة.
واعتبر أنه من غير الممكن انتخاب رئيس معارض في وقت تحتاج فيه تونس إلى الإستقرار، مضيفا أنّ المنصف المرزوقي برهن في العديد من المحطّات أنه لا يمكن أن يكون رئيسا لكل التونسيين باعتبار أن خطابه متشنج واقصائي لكل من هو ليس معه.
ودعا لبناء جمهورية ثانية وإعادة الإدارة التونسية، مبينا ان هذا يتطلّب رئيسا يحمل مفهوم الدّولة، والمرزوقي ،حسب رأيه، "لا يحمل مفهوم الدولة".
وفي الأسبوع المنقضي أعلن القيادي في الحزب الجمهوري التونسي المكلف بالعلاقات الدولية والسفير السابق على الحشاني استقالته من منصبه في الحزب ودعمه لمرشح حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي في الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية.
وقالت جهات مقربة من الجمهوري أن الحشاني قدم استقالته على خلفية ما اعتبره تخليا للمكتب السياسي للحزب عن مسؤوليته في هذه المرحلة الإنتقالية التي تعيشها البلاد. وكذلك على خلفية وجود خلافات حول تموقع الجمهوري في هذه المرحلة ولا سيما بعد إعلانه البقاء على الحياد ومنح خيار التصويت لأحد المترشحين لقواعده. وهو قرار اعتبره الحناشي إضافة إلى أعضاء آخرين في الحزب بأنه غير صائب.