إستنكر أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة الفرنسية التونسي عادل اللطيفي إعلان الحراك الذي أطلقه الرئيس المتخلي التونسي المنصف المرزوقي عقب هزيمته في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
وتسائل اللطيفي ،كيف يمكن للمرزوقي الإعلان عن تنظيم بعد انتخابات أقرت كل بلدان العالم أنها نزيهة.
وأشار اللطيفي في تصريحات صحفية لقناة "فرانس 24" إلى أن التسمية التي أطلقها المرزوقي على تنظيمه تقارن أساسا مع حالات اللامواطنة ، و تعود أساسا إلى شعب أثينا حين أطلقت عليه هذه التسمية بالمقارنة مع العبيد و الأجانب.
و أكد أستاذ التاريخ المعاصر أن خطاب المرزوقي شعبوي يعتمد على الشعاراتية (إستعمال الرموز التي لها تأثير على الشعب) لغايات تنظيمية و شخصية على حد تعبيره.
و أضاف اللطيفي في السياق ذاته أن المرزوقي له علاقة هوسية بالرئاسة ، و انه منفصم الشخصية لا يملك موقف بل مواقف ، مشددا على أنه لم يعترف إلى حدود هذه الساعة بهزيمته أمام الملأ و لا يريد أن يعترف بها إنما يظهر بثوب المتنازل عن الرئاسة، على حد تعبيره.
و شدد اللطيفي أن مواقف المرزوقي غير مسؤولة و متناقضة تنم عن شخصيتين ،وأن خطاباته محملة بالثورية وحمالة لمشروع دكترة ما من شأنها إدخال البلاد في دوامة و مشاحنات مثل ما يجري اليوم في بعض محافظات جنوب البلاد(قابس، تطاوين، توزر).
و ختم أستاذ التاريخ أن المرزوقي يعتبر عائقا أمام الانتقال الديمقراطي و عليه أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية و السياسية أمام شبه.
و للإشارة فإن الرئيس المتخلي المنصف المرزوقي كان قد أعلن في وقت سابق أمام أنصاره تنظيمه لحراك تحت تسمية "شعب المواطنين" ليكون بمثابة ائتلاف جامع للأطراف التي ساندته.
و للتذكير فقد عبرت عدة أطراف كانت قد أعلنت في الوقت السابق مساندتها للمرزوقي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ،عن رفضها لمبادرة المرزوقي و استنكارها لما ستؤثر هذه المبادرة في وحدة الشعب التونسي و في نجاح المسار الانتقالي في تونس.