أثار ظهور بحيرة صغيرة في محافظة منوبة شمال غربي العاصمة تونس ، بشكل مفاجئ على مستوى منطقة تستغل كمقاطع في جبل “ميانة” وارتفع مستوى مياهها خلال أيام قليلة ، فضول الناس مما جعلها تصبح قبلة للزائرين من مختلف الشرائح لرؤية هذا المشهد الطبيعي الجميل.

يقول صاحب شركة مقاطع الشمال جمال المدوري ، إن تم استغلال هذه المنطقة قديما للمقطع في سفح جبل "ميانة" والذي لم يعد حاليا مستغلا، خلّف حفرة عميقة نسبيّا والتي أصبحت مجمعا لمياه السيلان المتأتية من أعلى الجبل والمنحدرات ، مشدّدا على أنها مياه راكدة انجرّ عنها سيلان سطحي حسب تقديره. 
هذه الرواية فنّدتها مصالح دائرة الموارد المائية بالمندوبية الجهوية للفلاحة بعد أن حلّ اعوان مختصون على عين المكان برفقة والي منوبة احمد السماوي وعدد من الاطارات المحلية لمعاينة البحيرة وإجراء التحاليل الأولية ، لتؤكد أنها مياه جوفية تبلغ درجة حرارتها 18 درجة وليست مياه أمطار.

من جهته ذكر المندوب الجهوي للفلاحة بمنوبة فائز مسلم ، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء ، إن المياه الجوفية بالنقطة المذكورة متدفقة من المائدة المائية المعروفة في المنطقة بأنها غير عميقة وتوجد بها الصخور الكلسية التي عادة ما تتغذى من مياه الامطار ، مشيرا إلى أن المعطيات الاولية تبين أن أشغال المرتبطة بالمقاطع القريبة قد تكون أحدثت شقوقاً في الصخور الكلسية التي تغطي المياه الجوفية ، فتدفّقت كميات هامة من المياه الجوفية إلى السطح لتشكل هذا التجمّع الكبير للمياه وذلك في انتظار نتائج التحاليل الخصوصية لنوعية المياه ومعرفة مصدرها في الأيام القادمة وذلك بمقارنتها بمياه بئر عميقة في نفس المنطقة.

هذا طلب عدد من المواطنين وناشطي المجتمع المدني من والي الجهة على هامش معاينته لمكان البحيرة بضرورة تفعيل دور اللجنة الوطنية الاستشارية للمقاطع التابعة لوزارة التجهيز بالتنسيق مع ادارة الغابات لمراقبة قانونية أشغال هذه الشركات وضمان عدم تجاوزها العمق والمساحة المحددة للاستغلال وعدم مساسها بالمساحات الفلاحية القريبة مع ضرورة حماية منتزه "ميّانة" من الاتلاف واندثار مكوّناته .