تشهد ملاعب كرة القدم ظاهرة دخيلة على المجتمع المغربي و حتى على ملاعب الكرة، حيث اعمال البلطجة و الإعتداءات تفاقمت بشكل كبير و تعدت الخطوط الحمراء المسموح بها و أخذت أبعادا غير مسبوقة هذا الموسم، من خلال تكرار مشهد الإعتداء على لاعبين ومدربين بمختلف أنواع الأسلحة نهارا جهارا.

الجيش كان آخر الأندية التي تعرضت لهذا المظهر من الإعتداء و هو الذي ظل محمية ممنوع الإقتراب منها،أو هكذا تولد الإقتناع لدى الجمهور و المتتبعون لشأن الكرة المغربية بالنظر لطبيعته الخاصة و الفريدة من نوعها.حافلة الفريق و هي بطريق العودة من فاس تعرضت لهجوم من أنصار النادي كما أكدت التحقيقات و حتى اعترافات المتورطين الذين تم تقديمهم للمحاكمة،و هو الحادث الذي كان له تداعيات سلبية على نفسية اللاعبين الذين أصيبوا بحالة ذعر جراء طريقة ملاحقة الحافلة و هي بطريقها صوب العاصمة الرباط.

و كان الوداد قد تعرض لشكل هجومي عنيف على شاكلة عصابات قطاع الطرق بحسب روايات لاعبيه و إدارييه وحتى المكلفين بأمن ستاد بنجلون مسرح الإعتداء قبل أسبوعين من الآن.ملثمون مدججون بمختلف أنوع الأسلحة داهموا مران الفريق و سلبوا اللاعبين متاعهم و بعضا من ممتلكاتهم وهواتف خلوية قبل أن يلوذوا بالفرار بعد أن تسببوا في إصابة اللاعب ياسين لكحل و ألحقوا علقة بالمدرب" الشريف".و على الرغم من ضبط المتورطين و المتسببين في حادث الإعتداء إلا أن امتداده ما يزال مستمرا من خلال العلاقة التي توترت بين فصائل و روابط أنصار الوداد ومجلس إدارة الفريق وحتى اللاعبين.

كما تعرض الوداد الفاسي لحادث مداهمة من سماهم الفريق بالبلطجية لمران الشيء الذي ترتب عليه إصابة الحارس الدولي السابق محمد أمين بورقادي، و غيابه عن أجواء المباريات ل 3 أسابيع.مشاهد تكررت و مسارح الأحداث اختلفت و النهاية واحدة و هي إصابات بصفوف اللاعبين و مدربون يعيشون على إيقاعات الخوف من سوء المصير.و تعيش عدة ستادات أخرى على إيقاع الإنفلات حيث تم توقيف أكثر من 30 مناصرا للمكناسي أثناء رحلتهم صوب طنجة لدعم فريقه و خلال الديربي الأخير تم توقيف مناصرين كثبر نتيجة لاندلاع أعمال الشغب عقب المباراة.

الظاهرة التي طرقت جرس الإنذار بخصوص الأمن بالملاعب المغربية تحتاج لمقاربة أمنية خاصة  بالفترة القادمة، حيث بات اللاعبون يشعرون بخوف شديد من الخسارة و بالتالي اهتزاز تركيزهم ومستواهم الفني خلال المباريات.وبدا لافتا تهديد التراس الجيش بالتصعيد في حال محاكمة من تسببوا بأحداث الإعتداء على حافلة الفريق مؤخرا، كما قاطع التراس الوداد مباراة الديربي احاجاجا على توقيف موالين له و الإلتراس يهدد بردة فعل غاضبة إذا تواصل مسلسل ملاحقة أفراده و كأن لسان حال الحكاية يقول" دعوهم يفعلون ما يريدون و يحلو لهم.